النسخة الكاملة

الكاهن الجليل خريستوفوروس عطاالله .. رسالة محبة

السبت-2013-03-09 01:39 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز -  منى سليم زغلول
رسالة وفاء
الى الكاهن الجليل قدس الأرشمندريت خريستوفوروس عطاالله الجزيل الاحترام
أبتي ،،،
بالأمس أفرز المجمع المقدس الذي ننتمي اليه قراراته بحلول من الروح القدس كما تقول الرئاسة الروحية لهذا المجمع .. ... وبالأمس أيضا قرأنا ما بين سطور هذه القرارات والتي لم تخفى حتى على طفل رضيع .. لا أريد أن أقول لكم يا أبتي أنني صعقت ، فقد عودتنا الرئاسة الروحية على مثل هذه الأفعال منذ أن تبؤت سدة البطريركية في القدس الشريف فلا تحزن يا أبتاه ، فأنا أعلم علم اليقين أن لديكم طاعة عمياء وهذا قدركم وكما فعلوه بكم في السابق وبغير وجة حق الا أنكم التزمتم بالطاعة لكل قراراتهم ..... والآن أيضا ترزحون تحت هذا القسم عنوة ودون عدالة .. الا أننا نحن جميعا نفرش لكم قلوبنا المحبة للمسيح وننثر رياحين بساتيننا على كل مساحات وجعكم والآمكم ونكتب بأحرف بارزة مذهبة .. بأحرف من نور.. تحية ولاء واحترام وحب وتقدير اليكم أيها الكاهن النبيل والانسان صاحب القلب الكبير .. الانسان الذي كنا معه نتنسم كلام الرب وروحانيات الكنيسة والخدم الشريفة والاحتفالات الدينية وعلى امتداد عمركم الحافل بالعطاء والتفاني لخدمة الكنيسة الأرثوذكسية ونهضتها الروحية ورفعة شأنها ... كنت لا تغفل حجم المعيقات ولا تتجاهل العقبات التي كانت تعصف أحيانا ردهات الكنيسة وأبنائها المؤمنين فكنت تتحسس أماكن الخلل في مواقعها وتعالجها بحكمة متناهية وبسخاء فلا تحزن يا أبتي ..
بالامس كنا على موعد مع أمسية قرارات رائعة جاءت من القدس الشريف لتنثر رماد ما بين سطورها على كل أبناءكم الروحيين وعلى كل الشخصيات الاعتبارية الأرثوذكسية وغير الأرثوذكسية هنا في الاردن ، فكانت الدمعة التي فرت من العيون ، ليست لحجم الغبن والطعن من الخلف الذي تعرضت له من الرئاسة الروحية ، ولكن الدمعة كانت ما هي الا ليعبروا عما تختزنه أعماقهم لكم أيها الانسان العظيم من مشاعر الحب الذي نسج في الوجدان ولعقود عديدة ، كانت الدمعة تحكي قصة كفاحكم .. قصة عمر جميل .. قصة تضحية وقصة انجاز بلا حدود مجبول بالألق والابداع للكنيسة وللرعية الأرثوذكسية ولدير السيدة العذراء "ينبوع الحياة " في دبين ، وللكنائس الأرثوذكسية جميعها في شمال المملكة ... لا تحزن يا أبتي فأنتم كالصليب الشامخ على الجلجلة ..أنتم ارث عظيم من المكانة والاحترام والتقدير فلا تنتظر تكريمكم من مجموعة صغيرة . يقول المزمور الثاني والعشرون .. الرب يرعاني فلا يعوزني شيء...
لك أن تفاخر يا أبتي بانجازاتكم، فانجازاتكم لا تكتب بالمداد .. لأنها شاهقة .. لأنها راسخة .. لأنها ستبقى على الدوام عناوين عزم وأمل ونبراسا للأجيال القادمة وسجلا مضيئا يتطلع اليها كل المهتمين بمجد ورفعة الكنيسة الأرثوذكسية .. فها هو شمال المملكة قد أصبح وبفضل رعايتكم وتوجيهاتكم وسهركم يتمتع بكنائس أرثوذكسية تتزين بالايقونات المقدسة وكتب الخدم الشريفة والأواني المقدسة في هيكل الرب، وأيضا أعمال الترميمات والتجديدات وأعمال الصيانة لجميع كنائس الشمال والكنائس تحت الانشاء والتي بفضلكم جعلتموها تزهو برقي يؤمها المؤمنون من كل حدب وصوب، ولا ننسى بناء القاعات للشبيبة وتزويدها بالكتب الروحية لمنفعتهم ، وها هي مدارس الاحد التي أسستها تعلم الاطفال والشبيبة كلام الرب وتبعدهم عن الهرطقات التي تعصف مجتمعاتنا ، أما المحاضرات والعظات الروحية والمخيمات الصيفية التي شعارها المسيح بيننا فهي على مدار الأعوام ، ولم تنسى يا أبتي العائلات المحتاجة في الشمال فهي وكلما غفت عينها تلهج لكم بالدعاء أن يحفظكم الرب الاله ويرعاكم ... أما الدير الأرثوذكسي الأول في الاردن دير السيدة العذراء ينبوع الحياة في دبين ، فهو منارة أرثوذكسية يشار اليه بالبنان ، يؤمه الحجاج المؤمنون للصلاة والتبرك والتضرع من جميع أنحاء العالم بالالاف وهذا كله بفضل رؤيتكم الثاقبة للنهضة الروحية في الاردن وكم كنتم تتمنون بناء مدرسة اكليريكية لتعليم اللاهوت لتخرج كهنة متعلمة تخدم الرعية والكنائس الأرثوذكسية وكم حاربتم من أجل تحقيقها الا أن جهودكم كانت تقابل بالممانعة من الرئاسة الروحية فلا تحزن يا أبتي .. فالقرار الذي صدر عن المجمع المقدس لا يريد هذا للرعية الأرثوذكسية في الاردن لأنها قرارات شخصية لا تصب في مصلحة الكنيسة الأرثوذكسية .. يريدها أن تكون تائهة تتخبط في ظلمات جهنم .. تريدها بلا صلاحيات تذكر.
لكم في أعناقنا حبا وكرامة وفضلا كبيرا ومقاما رفيعا ولكم مني أيضا أنا التي عاصرت خطواتكم الثابتة وقراراتكم الجريئة وحماسكم البنّاء ونظرتكم الثاقبة وسهركم الطويل من أجل نهضة الكنيسة الأرثوذكسية وخوفكم عليها ، فكنتم لنا محطات مضيئة في رحلة حياتنا وكنتم المعلم والمرشد والراعي الصالح ، ونعم الاب الحنون والاخ العطوف والبلسم الشافي .. كانت لغة التقدير والاحترام دائما هي لغتكم التي أضافت الى قلوبنا سطورا جديدة من المحبة والوفاء فكنتم لنا ارثا ما بعده ارث وكنزا لا كمثله كنوز وكنتم لنا القدوة ....
بوركتم وبوركت أياديكم الطاهرة التي ما ان ترفعها للتضرع الى الرب الاله حتى يهرع جمع المؤمنين للتضرع معكم ..
ليمنحكم الرب الاله فائق نعمه وبركاته وليملىء حياتكم بالعبق الالهي فلا تحزن يا أبتي ..
يبقى لي يا أبتي كلمة واحدة أقولها الى قائد البلاد ونصير المستضعفين حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه أقولها وكلي رجاء وأمل ومعي تقولها جحافل المؤمنين في الاردن ، نناشدكم يا سيدي أبا الحسين عدالتكم فلا تبخل بها على كاهننا الجليل قدس الأرشمندريت خرستوفوروس عطاالله ...
أعانكم الله يا أبتي على حمل هذا الصليب وأصلي لأجلكم وأقول لوالدة الاله الفائقة القداسة " عليك وضعت كل رجائي يا والدة الاله فاحفظيه تحت ستر وقايتك " آمين .
 

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير