النسخة الكاملة

عبدالله النسور و مجلس النواب ... المخفي أعظم

الثلاثاء-2013-03-05 08:32 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - فارس الحباشنة

وصلت السذاجة الى حد الغباء في عملية أختيار رئيس للحكومة ، لم يكلف خداع عبدالله النسور للاردنيين الكثير : قرار عاجل لرفع أسعار المحروقات تضمن أستهتار و لامبالاة بحدة عالية للاردنيين و مناورات وصفقات سرية مع كومبارسات " البرلمان " لانهاء أزمات فسادهم مع الدولة ، وكأن عبدالله النسور هو من يفصل بين الحلام و الحرام و المباح و الممنوع في الدولة الاردنية .

تهليل برلماني وصل لحد السذاجة لأختيار عبدالله النسور رئيسا للحكومة ، على كل المهللين أن يعتذروا من أنفسهم أولا و للشعب الاردني ثانيا ، الحرب الدائرة اليوم في الدولة لاختيار رئيس للحكومة ، تشير بوضوح الى أن هناك مجموعة تريد القول نحن الدولة دون أعتبار للناس و لا الرأي العام حتى .
  طبعا ، فان النواب هم أول من وأد البرلمان الجديد و الانتخابات النيابية الاخيرة ، و الاكيد أنهم ليسوا أول من نعاها مع القرار الحكومي الاخير برفع أسعار المحروقات ، بالقول أن البرلمان بات في خبر كان شعبيا ، و أنه شرعيته الشعبية تصطدم باختبار عسير و صعب ، بعدما صار أستحقاق النواب لاختيار رئيس الحكومة مبايعة و تزكية ، لا أنتخابا ديمقراطيا نخبويا على قواعد سياسية مثلى من التحالف و التفاهم .


المتصارعون في البرلمان رفدوا طاحون الازمة بمياههم ، فريق نيابي يقطع الوقت على مقاسته لابقاء عبدالله النسور و لدفع الزملاء الاخرين لتطيير أي تكتل أو تحالف نيابي حتى القبة وتحميلهم في النهاية كلفة الابقاء على النسور و المماطلة في أختيار بديل له ، و لا أحد في البرلمان بريء من دم الشعب الاردني الذي كرهه قرارات النسور الاقتصادية ومقت ظهوره المستفز على وسائل الاعلام .

نواب " الرساميل " لا يعرفون أصلا معنى رفع أسعار المحروقات و لا يعرفون عقبات ما بعد قرار الرفع سياسيا و أجتماعيا ، و لا يعرفوا الا أستخدام أصطلاح الرفع كتركيب شائع عند وضع الارقام في لغة العطاءات و المقاولات الكبرى ، يتطلون خلف أوهام كارثية أن تحقق لها الاستقرار في الدولة ، فانهم يعيدونا لعهد جديد لمقاولي السياسة الاردنية .

ليست المرة الاولى التي تدفع بها البلاد الى شفير الهاوية ، السيناريو المعد مسبقا واضح ومعلوم ، و تفاصيله لا تخفى عن مواطن عادي ، صراعات نيابية أخترقت لاعادة أنتاج النسور رئيسا للحكومة ، صراع يقود من فراغ الى فراغ اللعن ، صدام و خلاف نيابي يولد تسويات لاقناع صاحب القرار بان عبدالله النسور هو الرجل الاصلح و الاكثر ملائمة للمرحلة المقبلة ، و أن البرلمان كاد أن يصل الى توافق لاختيار وحيدا رئيسا للحكومة دون منافس .

نواب أعادوا البلاد الى دائرة الصفر السياسي ،أعادوها الى مربع الاحباط و الفشل الذي كان موجودا من الاول في دهاليز صناعة القرار ، لم ينتجوا موازين سياسية برلمانية ذات قيمة ، سيعديوا الى شوارعهم وقواعدهم الانتخابية وبيائتهم السياسية بالاحلام و الاوهام ، لانهم خرقوا كل السقوف و المشاريع الدونكيشوتية ، فلا يعود أمامهم الا الهزيمة الموقعة بحبر فايز الطراونة ، كمخرج لحل أزمة أختيار رئيس الحكومة تحت مظلة الصفقات و المؤامرات وقناع لماكياجات تأمرية ستفضحها الايام .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير