في الشأن الأرثوذكسي ...

جفرا نيوز - جفرا نيوز - بقلم فؤاد الكرشة بتسمية الأرشمندريت فيلومينوس مخامرة أسقفاً منتخباً قد تحقق حلم قديم للرعية الأرثوذكسية الوطنية، حيث أنه ولأول مرة أصبح للرعية أسقفين عرب في بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية، هما سيادة المطران عطالله حنا، والأرشمندريت فيلومينوس مخامرة (المطران المنتخب الجديد)، هذا القرار الذي صدر عن المجمع في القدس يوم أمس يصبُ في خانة جهود أجداد الأجداد الأرثوذكس الوطنيين في فلسطين والأردن كما يكلل جهود كل الأرثوذكسيين الذين لم يسكتوا ولو ليوم عن المطالبة بحقوقهم التاريخية داخل كنيسة القدس، وفي السياق ذاته تُطبق البطريركية ولأول مرة جزء مهم (حتى ولو يسير)من القانون الأردني الخاص ببطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية لسنة 1958 رقم 26


انها لفرحة مَست الأرثوذكس وعموم المسيحيين بتسمية أحد أبناء الرعية الأرثوذكسية الوطنية في الأردن أسقفاً، وما توارد من أخبار أن الأسقف الجديد قد تمت تسميتهُ وكيلاً بطريركيًاً في شمال الأردن، وهذا يعتبر شكلاً قريبًاً جدًاً من مطالب الرعية في أن يتم تعيين أساقفة أبرشيات بكامل الصلاحيات لنتوقع بداية جديدة تبعث الأمل.


بعيداً عن كل عاطفة، يستطيع المتابع أن يقرأ حيثيات هذه الخطوة، فبعد 7 سنوات من عمر البطريركية خلال فترة بطريرك القدس ثيوفيلوس (الحالي) يتخذ قراراً ذو أهداف في تسمية 5 أساقفة جدد 4 منهم يونان وواحد عربي أردني، فبالتالي تم ارضاء الأرثوذكس الوطنيين المطالبين بتفعيل القوانين وبتحقيق المطالب التاريخية،اضافة الى كسب المزاج الرسمي في الأردن، وبالتدقيق أكثر نقرأ أن في هكذا قرار شيءٌ من تحجيم دور الوكيل البطريركي في الشمال الأرشمندريت خريستوفورس عطالله - ضمير الكنيسة الحي وصاحب المشروع الروحي النهضوي – كما اخفضاً لصوته الحر، خاصة بعد أن تم استبعاده عن منصبه السابق في المحكمة الكنسية عام 2009


سياسة البطريركية الممثلة برآستها اليونانية، ليست بجديدة فالقصة تُذكرنا بما حدث عام 2008 في رام الله حيثُ تم نقل الأرشمندريت د. ملاتيوس بصل وتعيين الأرشمندريت غلاكتيون عواد بدلاً عنه.


مرة أخرى هكذا أمور لن تنزع فرحنا بأسقفنا العربي الأردني الجديد ابن الرعية وابن شبيبتها والقريب من كل الهموم والطموح، وانها لخطوة جيدة ومهمة في تاريخ بطريركية القدس، مبروك علينا جميعاً مبروك للقضية الأرثوذكسية وأهلاً وسهلاً بالمطران فيلومينوس المستحق باذن الله، كما نبارك لجميع الأساقفة الجدد المعقود عليهم الأمل بتسيير حال بطريركية القدس لمستقبل أفضل.