وجه الشبه بين النواب والمسلسلات التركية
الإثنين-2013-03-04

جفرا نيوز -
جفرا نيوز – خاص
نعلم ويعلم الجميع أن المسلسل التركي يختلف كثيرا عن المسلسل الأردني أو المصري أو السوري أو أي مسلسل عربي آخر.
الاختلاف يكمن في أن المسلسل الأردني عدد حلقاته لا يمكن أن تتجاوز 15 حلقة متواصلة بينما لا يتجاوز المسلسل السوري والمصري 30 حلقة في حين أتذكر بعض المسلسلات اللبنانية لم يتجاوز ثلاث حلقات أي بمعنى أن القصة سريعة الانتهاء ولا يتم التباطؤ بها.
الحال بالمسلسل التركي مختلف تماما عن المسلسل العربي ، فمقطع بكاء لفتاة على عشيقها تحتاج من عشر إلى خمسة عشر حلقة، وقصة دخل والد احد الممثلين بالمسلسل إلى المستشفى تستغرق من ست شهور إلى سنة وانتهاء المسلسل يحتاج إلى انتقال طفل من يوم الولادة حتى سن البلوغ وهو ما يعني أن المسلسلات التركية طويلة المدى لكنها في مجملها لو أردنا أن نجعل منها مسلسل لبنان بالتأكيد سنختصرها على ثلاثة أيام فقط.
ومن هنا نجد الشبه بين مجلس النواب والمسلسلات التركية فقصتنا مع أصحاب المعالي والسعادة النواب كقصة مشاهدي المسلسل التركي ينقلوننا من حاله إلى حاله لنجدهم في لحظة ماء سيسقطون الحكومة ويقبضون بأنفسهم على كل فاسد ولكن بقدرة قادر تنقلب أسلحتهم الأوتوماتيكية الكلامية إلى مجرد استعراض بطولات والدليل على ذلك أنهم خلال جلسة مجلس النواب يوم أمس شهدناهم وهم يصرون على نقل كلماتهم دون انقطاع أو مونتاج على شاشة التلفزيون الأردني وبعد مضي نصف الجلسة أصبح رئيس المجلس سعد هايل السرور يتوسل إليهم من اجل البقاء تحت قبة البرلمان لان أكثر من سبعين نائب غادروا الجلسة وهو يهدد بفقدانها النصاب وعند ذلك تكون هذه الضربة من الضربات القاسية التي توجه للنواب عندما تكتب الصحافة"رفع جلسة النواب المتعلقة بمناقشة قرار رفع الأسعار على المواطنين بعد فقدانها النصاب" وهذا بالطبع كارثة بحق ممثلي الشعب الأردني.
ليس هذا الشبه الوحيد بين النواب والمسلسل التركي وإنما هناك شبه أهم بكثير وهو أن الأحداث والأسلحة والقتال الذي شهده المسلسل بين المتخاصمين من بداية الحلقة وحتى نهايتها انتهى بالتسامح والاتضاح بان ما حدث على مدار عام أو عامين من خصومات بين أبطال المسلسل التركي قد انتهى وأصبح الكل منهم يحضن الآخر ويتودد إليه.
ومن هنا تكتمل صورة مجلس النواب والمسلسل التركي ، يوم أمس خرج علينا مجلس النواب بصورة أشغلتنا واشغلتهم بذات الوقت وهم ينتقدون رئيس الوزراء ويهددونه ويطالبونه بالرحيل لا بل ويؤكدون على انه قتل المواطن والنهج الذي يسير عليه في سياسة رفع الأسعار مختلف تماما عن النهج الذي كان ينادي به النسور أثناء تواجده تحت قبة البرلمان.
النواب ما أن غادروا قبة البرلمان مساء يوم أمس الأحد حتى وجدناهم قد استبقوا خروج النسور من قبة البرلمان ليتسارعون على مكتب رئيس الديوان الملكي الدكتور فايز الطراونة ليقدمون له تزكيتهم لرئيس الوزراء عبدالله النسور لترأس الحكومة المقبلة حيث سجلت أربع كتل نيابية أسمائها دعما وتأييدا للنسور.
بعض الكتل النيابية مثل الوعد الحر والنهج والتغير والمستقبل النيابي بقيت مصره على موقفها الرافض للنسور والدافع نحو التغيير ولو بأقل القليل من خلال الإبقاء على تسمية وزير الداخلية الدكتور عوض خليفات الرئاسة الحكومة القادمة خاصة وأنها لا يواجه عداء مع الشارع الأردني ولم يسبق أن تم تجريبه في منصب رئيس الوزراء.
كتل نيابية أخرى وبطريقة الاستحياء رفضت أن تسمي أي شخص وتترك الأمر لصانع القرار وهي تعلم تماما بان هذا الموقف يصب في مصلحة النسور وليس في مصلحة التغيير الذي تنادي به هذه الكتلة.
أخيرا نعود للمسلسل التركي ونعود إلى مسلسل النواب مهما صدعت الحناجر وهمها حاول النواب أن يتحدثون عن أنهم ممثلون للشعب بتأكيد نهاية المطاف أن تعود العلاقة بين النواب والنسور سمن على عسل واستكمال مراحل الحياة السعيدة بين الطرفين على حساب الوطن والمواطن.

