النسخة الكاملة

الشعب مضطر لشراء رئيس وزراء من دون فحص.. كومة حديد

الخميس-2013-02-28 01:39 pm
جفرا نيوز -

بقلم: لقمان اسكندر

مسكين رئيس الوزراء المقبل. كل الدوائر الفاعلة في "تصنيعه" الان لا تريد ان تتحمل مسؤولية صناعته. ربما لأنها تدرك انها لم تُحسن الصنعة، وربما لأنها تدرك أكثر من ذلك، انه لو جاء اسما كامل الاوصاف ومتخصصا موسوعيا، ومنفذا فذا، فلن يستطيع النجاح في هذه المناخات الصعبة.

ربما غير ذلك، لكن ما هو مؤكد، انه سيكون رئيسا من دون رئة تمده باسباب الهواء. هو رئيس "مضبوع"، من مراكز القوى كافة. وهو ما سينتج عنه مشهد سياسي جديد على الاردنيين بالكامل.

رئيس شارك في طبخه أناس كثر، وأسباب أكثر، وظروف سياسية متعارضة. وهو بالضرورة ما سيقود الى سياسات غير مفهومة تصطدم بعضها ببعض في سيناريو كاريكاتوري اشد سخرية مما يجري الان.

منذ انطلاق مشاورات رئيس الديوان الملكي فايز الطراونة، ودولاب اليانصيب الاعلامي لتسمية رئيس الوزراء يدور، ويقذف لنا باسماء عدة.

الكثير من وسائل الاعلام ساهمت في هذه الطبخة، في الحقيقة، كان لها السبق في صناعة النار، منذ بداية مشاورات كانت أقرب الى الكوميديا السوداء بطريقة عبرت عن نفسها بولادات لا مخاض فيها، ولا معنى، حتى لا يكاد يُعلن خلالها عن مولود الرئيس حتى يتم وأده.

هذا بعض المشهد: كتلة حزب الوسط الاسلامي النيابية تعلن عن مرشحها، ثم تعلن كتلة "وطن" عنه أيضا ثم تعود عن ذلك، يغضب بعض أعضاء هذه وتلك، ينسحبون منها، ثم يخرج ائتلاف، لا أحد يعلم كيف تم تشبيك بعضه ببعض، فيعلن عن اسم مرشحه، او صفاته الواجب توافرها فيه. ثم يعود عن قراره. وأخيرا، يعلن عن ان مجلس النواب يجتهد في اجتماعات مكثفة للكتل النيابية بهدف حسم مواقفها من شخص رئيس الحكومة المقبل، وان "الحراك النيابي يتجه نحو عدم تسمية شخص واحد لرئاسة الحكومة بل برفع ترشيحات كل كتلة لجلالة الملك ليختار شخص رئيس الوزراء".

انه الفشل الذي اريد لمشهده أن يبدو كذلك في صيغة مستعصية على النضوج. واذا كان ما يجري يطابق في ارتباكه والفوضى القائمة فيه الايام الاولى لاعلان نتائج الانتخابات النيابية، فلن يكون المخرجات الناتجة عن ذلك احسن حالا مما هو قادم.

المفارقة مضحكة.. فبعد شعار "الشعب يريد" سيكون على الشعب ان يشتري الرئيس القادم من دون فحص.. "كومة حديد" يعني.

 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير