النسخة الكاملة

الملك في موسكو.. هل نحن أمام مبادرة جديدة للملف السوري؟

الأربعاء-2013-02-20
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - لقمان اسكندر
تمكنت الدولة الاردنية طوال أكثر من عامين على الثورة السورية من صياغة علاقات متوازنة مع النظام السوري، من خلال تفاهمات عبرت عن نفسها بوضوح على الارض. هي صياغة أدرك معها نظام دمشق ان عمان ليست في حالة عداء له، وإن كان هذا لن يعني أنها حليفة.
هذه التوازنات في التعاطي مع ملف بسخونة الملف السوري منح الاردن ضوءا أخضر للتقدم خطوة الى الامام دوليا نحو لعب دور ما ستكشف عنه الايام المقبلة بالتأكيد.
لا بد وأن عواصم كثيرة تنتظر اليوم على أحر من الجمر نتائج مباحثات الملك عبدالله الثاني مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
إن توقيت الزيارة وزمنها وشكلها يشي بأن عمان دخلت على خط البحث عن حلول لوقف حمام الدم النازف في الاراضي السورية. لكن هذا لا يعني انها مهمة سهلة، رغم اشارات دمشق بأنها لا تنظر الى العاصمة الاردنية بصفتها "شريكا في المؤامرة الكونية على ممانعتها".
ما يدعو الى التوقف عنده هو الاشارات المهمة التي أطلقها مسؤولون في الادارة الامريكية عندما قالوا إن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد يجد نفسه مضطراً لإعادة النظر بموقفه واتخاذ قرار بتسليح المعارضة السورية".
لن تفهم موسكو التصريح الامريكي هذا بأنه تهديد لحليفها النظام السوري، بل هي مجرد محاولة لإقناع الروس ان غض نظر الادارة الامريكية عما يجري في سورية، وتجاهلها لاعداد القتلى والضحايا طوال عامين لن يستمر الى الابد، خاصة وان حلفاء واشنطن في المنطقة لم يكفوا عن حثها على تغيير موقفها السلبي تجاه "الثورة السورية"، وفي هذا السياق يمكن فهم تحذيرات دول خليجية من إطالة أمد الصراع في سوريا.
إن المنطقة مقبلة على مبادرة جديدة قد تظهر معالمها في الايام او الاسابيع المقبلة، لكن من الواضح ان الغرب يعمد اليوم الى نقل الملف السوري من طاولة "الحياد السلبي" الى طاولة أخرى تريد وقف ضجيج الحرب بالبحث عن حلول توافقية مع موسكو اولا وربما ايران ثانيا.
كل ذلك يصب في سلة المصالح الوطنية الاردنية خاصة وان الدولة تدرك حجم المخاطر الامنية والاقتصادية عليها من استقبال مئات الالاف من اللاجئين السوريين.
ورغم ان الاردن لم يكف عن النظر الى هذا التدفق بصفته حالة انسانية تبحث عن ملجأ آمن، وان المسؤولية الاخلاقية على الدولة تفرض عليها رعاية هؤلاء الضحايا، الا ان هناك سياقات لا يمكن لصانع القرار ان يغض طرفه عنها وعلى رأسها التحدي الامني الذي فرضته الثورة السورية على الاردن.
إن ما عرف بالخلايا النائمة التابعة لنظام بشار الاسد لا بد وانها مستعدة اليوم لجميع الاحتمالات الا ان ما يدعو الى الاطمئنان الموقف المتوازن الذي اتخذته المملكة طوال فترة الثورة السورية، بالتوجه نحو الرعاية الانسانية للضحية "المواطن السوري" في مقابل التعامل بحزم مع الملف الامني، وان كان احيانا يبدو متضاربا مع "المسؤولية الاخلاقية" للدولة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير