النسخة الكاملة

رحل الذي قال : يا ابن اليهودية

الثلاثاء-2025-12-30 02:05 pm
جفرا نيوز -
كتب – هبوب الجنوب

رحل الملثم ، رحل حذيفة الكحلوت الذي تجرأ وقال لنتنياهو : يا ابن اليهودية ...رحل الذي حين كان يصدح بالبيان تحمل غيمات غزة الصدى ، إلى كل الدنيا ..وتخجل البنادق من صوته ، لأن صوته كان ملحمة وقرارا وقضية .

رحل العربي الأخير ، رحل الذي كان المدى ينتظر خطابه ...هل رأيتم (سلكا) يرقص نشوة ، وهو ينقل ذباذبات الصوت إلى الاستديو ، حتى الجماد بعثت فيه الحياة يا أبا عبيدة .. هل رأيتم شاشة تبكي وتضحك في ذات الوقت ..وتعتريها النشوة حين يطل عليها ، هل رأيتم كيف كان الحمام يغادر مخدعه إلى جنبات الجدران ، ويطلق الهديل حين يصدح ببيانه عبر الشبابيك والقلب والتلفاز ..هل رأيتم كيف كان نخل العراق يرمي تمره إلى الأرض ، وكيف كان رمل الجزيرة يغازل الغيمات ، وكيف كان الندى ..حتى الندى يتوضأ بوريقات العشب ، حين يطل الفتى العربي ( أبو عبيدة) .

رحل الكبير العظيم ...رحل المجاهد الصلب ، هو في عليين الان ..ويطل على فلسطين من نافذة الجنة ، ويحمل كتابه بيمنه ...لا صدقوني هو لايحمل كتابا فقط بل يحمل علم فلسطين والبندقية ، وقد أخبرته الملائكة أن جيلا جديدا يظهر الان ..وقريبا جدا ، ستكتمل فصول المنازلة ، وأن فجرا سيطل على العرب من غزة ....فجرا لامكان فيه للمهادن والصامت ، فجرا سيشرق فيه الدم فقط ..وسينزل الصحابة للسماء الدنيا ، ويشرفون على المعركة ...ستطاردهم غزة في البحر في الجو في كل الزقاق والقرى ، وسيعلن الفتح من جديد.

يا أشرف العرب ويا أجملهم .. ستبقى فينا ، أحلى صلاة وأطهر ماء ، وسيبقى صوتك فينا ..أشرف كلام سمعته الأذن ، أكذب إذا قلت الأذن فقط..أنت الوحيد الذي جعل الحمام يقاتل والماء يقاتل والهوى ...وأيقظت فينا الغزل ، أنت أصلا لم تكن تقرأ بيانا ..أنت كنت تلقي موعظة الثائر وكنت تقرأ دستور فلسطين الجديد المكتوب بدم الشهداء ، وكنت تعلم العالم معنى الفداء ومعنى المباديء ومعنى التضحية ...أنت كنت تعيد للغة العربية ألقها ...أتدري يا أبا عبيدة : أن اللغة العربية منذ زمن لم تحمل على أكتافها غير أوجاع الهزيمة ...أنت الذي جعل الحرف ينتصر ، أنت الذي حولت الضمة وعلامة التسكين إلى قذيفة وطلقة ومفخخة.

يا أحلى العرب وأشرفهم .. ستبقى المجاهد الخالد ، وستبقى صورك على الجدران ، وعلى دفاتر الحساب والعلوم واللغة العربية ..لو كان في الأمة بعض ضمير يا أبا عبيدة ، لقاموا بتأليف كتاب في منهاج اللغة العربية يحمل اسمك وفيه كل بياناتك ، كي يتعلم الطلبة مفاهيم الشرف والكرامة والصبر ...لو كان في الأمة بعض ضمير ، لكانت مجاميع الطلبة الذين تخرجوا للتو من كليات الدفاع تحمل اسمك ...لكن ذلك كله لم يعد يعنيك لأنك الان في عليين ..ويوم الحشر ستقف الخصوم أمامك ، أنا أعرف يا ابن فلسطين أنك تسامح ..اعرف أن قلبك أكبر من أوطانهم ومناصبهم وأكبر من عالم موتور ودنيء ومنحاز ...ستسامحهم لأنك الذي تجرأ وعرى حقيقة الدم وحقيقة العالم ، وحقيقة اللحظة والمشهد ..حين قال لنتنياهو : يا ابن اليهودية .. تأكد أن فتى من غزة سيأتي بعدك ، ولن يخاطبهم عبر الإعلام أو عبر بيان ..بل سيكبلهم ، وسيضعهم على منصة المحكمة ..وسيصرخ في أذن أكبر جنرال فيهم قائلا : اخرس يا ابن اليهودية .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير