جفرا نيوز -
منذ الصباح وأنا اشاهد الفيديوهات التي تأتي من الكرك ، الوضع مؤلم جدا .. شوارع أغلقت ، بيوت داهمتها المياه ، قرى عزلت ... ووضع القلعة خطر جدا ، فقد انهار جدار فيها .
في هكذا ظرف ، الأصل ان يكون رئيس الوزراء الان في مقر المحافظة ، الأصل أن تعلن بعض المناطق .. كبؤر منكوبة ، لكن لا بواكي على الكرك .
لو ان المياه داهمت قصرا في دابوق أو دير غبار لاستفز الضمير الرسمي ، لو أن صبية في سيارتها الرنج روفر ، علقت في نفق يطل على عبدون ، لاستفز الوجدان الحكومي وبكت العيون .. لكنه الجنوب ، والجنوب له الله .
دولة الرئيس
على الأقل اصعد على مدخل القلعة ، فهي رمز للمدينة ، وهي تاريخ أمة وشاهدة على حضارة ، اصعد هناك حتى يشعر الناس ... أن دولتهم ما زالت تضعهم في ذهنها ، وانهم ليسوا خارج التفكير الرسمي .. على الأقل جامولنا ...
لقد بكيت اليوم من قلبي ، حين ارسل لي أحد الاقرباء ، فيديو لمقبرة في الجنوب تضم عظام أهلنا ، تضم عظام أبي وأمي ، المقبرة هي الأخرى غرقت ، حتى الموت في الجنوب .. يطاله التهميش ، ماذا تبقى إذا ..؟
أما نواب الكرك ، يبدو أن دفء عمان أنساهم ... تذكر الأهل .
أيها الأهل
عين الله تحرسكم ، وتأكدوا ان القرى التي عزلت ، والشوارع التي غرقت ، والمنازل التي داهمتها المياه ، هي عند الله ... معاقل للصابرين القابضين على جمر الوفاء والتقوى ...المهم أن قصور دير غبار وعبدون ... ظلت الكهرباء صامدة فيها ، والديزل كان يصلها بلا انقطاع....
وستبقى الكرك ، اول سطر في الفداء ، ستبقى الكرك التي تلوذ بجعفر الطيار في النائبات... وجعفر الشهيد النقي التقي الحر ، لايخذل ترابا .. كان مستقرا لجسده أكثر من ألف عام .
عبدالهادي راجي