جفرا نيوز -
عوني الداوود
تتجه أنظار الأردنيين اليوم في كل بقاع العالم نحو استاد لوسيل (أكبر الملاعب في قطر الشقيقة بسعة 88,966 متفرجًا)، حيث تقام المباراة النهائية لبطولة كأس العرب، التي تجمع منتخبنا الوطني لكرة القدم لأول مرة بلوغًا للنهائي مع شقيقه المنتخب المغربي، بعد أن قدّم نشامى منتخبنا أداءً أسطوريًا نجح من خلاله وبعد 5 مباريات مع منتخبات كبيرة أن يحصد العلامة الكاملة وبعشرة أهداف، ولم يدخل مرماه سوى هدفين فقط.
المشاركة الأردنية في بطولة كأس العرب 2025 لم تكن مجرد مشاركة عادية.وبلوغ منتخبنا نهائي البطولة ليس مجرد «صدفة» - كما يصرّ بعض المغرضين على وصف ذلك، فالنشامى وصيف بطل آسيا 2023، وأول فريق عربي يتأهل لنهائيات كأس العالم 2026 مباشرة دون «ملاحق»، وها هو اليوم يلعب على النهائي منافسًا على كأس البطولة.
المشاركة الأردنية في كأس العرب، حققت إنجازات على كافة الأصعدة الرياضية وغير الرياضية..المباشرة وغير المباشرة..أذكر جانبًا منها على النحو التالي:
1 - المنتخب الأردني هو الوحيد الذي لم يغب عن المشاركة في بطولات كأس العرب منذ انطلاقها، لكنّه هذه المرّة انتقل من المشاركة لمجرد المشاركة، إلى المنافسة على اللقب.
2 - رغم عدم اعتماد البطولة رسميًا لدى «الفيفا»، إلاّ أنها تدخل في حسابات التصنيف للمنتخبات، وما حققه منتخبنا من نتائج مشرفة سيرفع بالتأكيد تصنيفه من قبل «الفيفا».
3 - النتائج المذهلة (رفعت) «القيمة السوقية» لمنتخبنا الوطني، وسترفع القيمة السوقية للاعبين بمن فيهم الأردنيون المحترفون في الخارج - ممن لم يتمكنوا من الالتحاق بالمنتخب، وأقصد هنا موسى التعمري ويزن العرب وغيرهما.
4 - النتائج ستفتح فرص الاحتراف على مصراعيه لنشامى منتخبنا في أندية الخليج والعرب وربما العالم.
5 - ما تحقق يجعلنا نفخر بأنّ لدينا اتحاد كرة قدم «برفع الرأس»، وقد زرعت الاتحادات المتعاقبة (منذ رئاسة جلالة الملك للاتحاد وتحقيق بطولة الحسين 1999/ وحتى هذا اليوم برئاسة سمو الأمير علي بن الحسين، وصولًا إلى المونديال)ليحصد الاتحاد الحالي ثمار الجهود ويواصل العطاء بكافة الطواقم الإدارية والفنية لتحقيق طموحات الجماهير الأردنية.
6 - المشاركة المشرّفة رفعت علم الأردن، واسم «النشامى» عاليًا من خلال الجماهير الأردنية الغفيرة التي حضرت المباريات، ووقفت خلف منتخبنا الوطني وشكلت لوحة فنية جميلة في الهتافات والتشجيع وحب الوطن حازت على إعجاب الوطن العربي بأكمله.
7 - على صعيد المكافآت المالية، فالفائز بالمركز الأول في كأس العرب يحصل على (7.155 مليون دولار)، والمركز الثاني على (4,293 مليون دولار)، يضاف لها قرابة (10 ملايين دولار) لكل فريق وصل كأس العالم.
8 - إعلاميًا:اسم الأردن بات يتردد على منصات وصفحات ووسائل الإعلام العالمية بعد نتائجه المبهرة ووصوله إلى نهائيات كأس العالم..ولهذا كله مكاسب معنوية واستثمارية وسياحية.
9 - اسم الأردن، وعلى مدى البطولة كان يتردد بكل معاني الاحترام والتقدير من قبل المعلقين والمحللين الرياضيين والجماهير العربية المتابعة، وفي كل ذلك نجاحات ومكتسبات أردنية مهمة.
10 - نتائج المنتخب ستنعكس إيجابًا على الأندية الأردنية جميعها، خصوصًا من حيث الرعايات ودعم القطاع الخاص.
11- ستشجع هذه النتائج على الاستثمار في الرياضة وكرة القدم تحديدًا من قبل القطاع الخاص، من حيث بناء الملاعب والصالات في مختلف المحافظات.
*باختصار:
الشرح يطول، وخلاصته: علينا أن نتيقّن بأن الرياضة وكرة القدم تحديدًا هي «الدجاجة التي تبيض ذهبًا»..وما حققه منتخب النشامى في كأس العرب 2025 في الدوحة انتصارات للوطن، ولكل أردني، رياضيًا وسياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وإعلاميًا..وقد آن الأوان لـ»مأسسة الرياضة» في الأردن، بدءًا بكرة القدم..الرياضة الجماهيرية الأولى في العالم والتي لا يُنظر لها على أنها مجرد «لعبة طبول»، بل هي واحدة من أكبر المشاريع الاستثمارية التي تتنافس على استضافتها الدول لما تدرّه على اقتصاداتها من مليارات.
-دول العالم ومن أجل تحقيق القليل من النتائج، تنفق ملايين بل مليارات على بنى تحتية ومدربين ومعسكرات، وغير ذلك، بينما حقّق النشامى كل تلك الإنجازات دون ملاعب حقيقية ولا إمكانيات كبيرة، بل بالإرادة والتصميم والتخطيط ومحبة الأردن.
-لقد آن الأوان لأن تصبح الرياضة عمومًا، وكرة القدم خصوصًا، أولوية وطنية شبابية استثمارية اقتصادية، يتم من خلالها بناء الملاعب، وتفعيل الرياضة المدرسية والجامعية ومدارس الواعدين، لخلق أجيال تواصل حمل الراية وتحقيق البطولات.
-مبروك للأردن، هذا الفريق الذهبي، مبروك لجلالة الملك، ولسمو ولي العهد أمير الشباب، مبروك لاتحاد كرة القدم برئاسة سمو الأمير علي، مبروك لكل نشمي ونشمية ممن رفعوا علم الأردن خفاقًا في سماء كأس العرب فكانوا «درة العرب».