جفرا نيوز -
بقلم خالد مفلح البداوي
لم يكن فوز النشامى بالأمس على السعودية مجرد عبور إلى مباراة جديدة بل كان لحظة وطنية مكتملة حضر فيها الأردن كله حضر الشعب بلهفته وفرحه وحضرت الراية بمعناها العميق وحضرت القيادة ورموز الدولة حين تابع سمو ولي العهد والأمير هاشم والأمير علي المباراة من المدرجات فكان حضورهم دعما معنويا حقيقيا لا يحتاج إلى تفسير ووصل مباشرة إلى قلوب النشامى قبل أقدامهم
ذلك الحضور لم يكن بروتوكوليا ولا عابرا بل كان رسالة واضحة بأن النشامى لا يقاتلون وحدهم وأن خلفهم وطنا يؤمن بهم ويقف معهم حتى النهاية وحين يشعر اللاعب أن الوطن كله خلفه فإنه لا يتراجع ولا ينكسر ولا يلعب إلا بروح عالية وعزيمة مضاعفة وهذا ما رأيناه في الميدان
فوز الأمس لم يكن ضربة حظ ولا صدفة عابرة بل كان نتاج إصرار وتركيز ورغبة صادقة في رفع اسم الأردن كان أداء رجاليا يعكس معنى أن ترتدي قميص المنتخب وأن تعرف أن هذا القميص ليس مجرد لون بل هو هوية ومسؤولية واسم وطن
الجميل في هذا الفوز أنه جمع الأردنيين جميعا الطفل الصغير الذي لا يعرف قوانين اللعبة العجوز الذي لا يتابع كرة القدم والمريض الذي تابع المباراة من سرير الشفاء كلهم كانوا نشامى في تلك اللحظة لم يجمعهم حب الكرة بل جمعهم حب الأردن ذلك الشعور الفطري الذي يظهر كلما ارتفعت الراية ونودي باسم الوطن
قد لا تكون رياضيا وقد لا تتابع البطولات والدوريات لكن عند المنتخب تصبح مختلفا تصبح عاشقا متحمسا منتظرا لأن المنتخب ليس فريقا فقط بل حالة وطنية نلجأ إليها حين نحتاج أن نرى الأردن حاضرا قويا ومرفوع الرأس
واليوم ونحن نتجه نحو النهائي أمام المغرب ندرك أن التحدي أكبر وأن المهمة أصعب لكننا نعرف أيضا أن النشامى حين يصلون إلى هذه المرحلة لا يصلون عبثا يصلون لأنهم آمنوا بأنفسهم ولأن خلفهم شعبا لا يخذل وقيادة تساند وراية لا تقبل إلا أن تبقى عالية
النشامى في النهائي لا يمثلون أنفسهم فقط بل يمثلون كل أردني حلم بلحظة فخر وكل أم رفعت يديها بالدعاء وكل أب قال هؤلاء أبناؤنا
وهنا لا بد أن تكون الكلمة واضحة وصريحة اذهبوا إلى النهائي وأنتم تعلمون أن خلفكم وطنا كاملا العبوا بقلب الأردن قاتلوا باسم الأردن ولا تلتفتوا إلا إلى الراية وهي ترفرف
فإن فزتم كتبتم التاريخ ورفعتم الرأس وإن تعثرتم فنحن واقفون احتراما لأنكم جعلتم الأردن حاضرا حاضرا بقوة وحاضرا بعزيمة وحاضرا حين حضر الوطن كله
النسخة الكاملة
