النسخة الكاملة

اخطاء مرسي والتحالف بين عسكر تركيا ومال قطر وانقلاب السعودية والامارات على الاخوان في عمق النقاشات الاردنية خلف الكواليس

الأربعاء-2013-01-16 01:10 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - عبارة 'اخطاء مرسي' تكررت مؤخرا في اضيق مجالس ومناقشات غرفة القرار الاردنية، على هامش تقييم الحالة الاقليمية والداخلية، خصوصا من الزاوية المتعلقة بحكم الاخوان المسلمين والخطط التي تتبناها عدة دول خليجية في الانقضاض عليهم. سياسيا لا تنكر المؤسسة الرسمية الاردنية رصدها واحيانا ارتياحها لاخطاء الرئيس المصري محمد مرسي المفترضة، فالاحتجاجات ضده في الشارع المصري غيرت بعض الملامح في المنطقة وانتهت في القراءة الاردنية المرجعية بمضايقة حكم النهضة في تونس، وبانقلاب سعودي منهجي على التجربة الاخوانية يرافقه ايقاع اماراتي ملموس يخاصم الاسلاميين. اردنيا وفي نفس السياق اصبحت العلاقة مع تيار الاخوان المسلمين بعد اخطاء مرسي المفترضة اكثر ميلا للتحدي والعزل، حتى ان بعض شخصيات اليسار المحلي قفزت للواجهة وحاولت اقتناص الفرصة والجلوس في حضن النظام. وتعداد اخطاء مصر الاخوانية في جلسات حوارية ونخبوية اردنية لم يعد سرا او امرا يمكن اخفاؤه، بل يعتقد انه الدافع وراء تصريحات الملك عبدالله الثاني الاخيرة للصحافة الفرنسية، التي قارن فيها بين الديكاتورية الدينية والديكاتورية العلمانية. في جلسة تقييم سياسية نخبوية عقدت قبل يومين في عمان بمنزل وزير التعليم العالي الاسبق وليد المعاني، تم استعراض بعض اخطاء حكم الاخوان المسلمين في مصر وفهم بحضور الملك شخصيا، ان مصر الاخوانية اثبتت انه لا يمكنها ان تحترم 'التعددية' وتتقبل مشاركة الطرف الاخر وتميل الى الاستئثار بالسلطة وتسعى لها وليس للاصلاح. اخطاء مرسي مفيدة بشكل عام للنظام الرسمي العربي - هذا ما قيل بوضوح في تلك الجلسة . في قنوات القرار الاردنية الضيقة ينصح بعض سفراء الدول الغربية مؤسسة الحكم الاردنية بان تتخذ خطوات اصلاح جذرية وحقيقية حتى لا يبقى خطاب الاصلاح حكرا على الاخوان المسلمين. ولدى سياسي اردني محنك من طراز ممدوح العبادي وجهة نظر وطنية  قوامها ان العمل على تقليص نفوذ اجندة الاخوان المسلمين سياسيا وشعبيا لا يكون باستهدافهم بقدر ما يكون بحرمانهم من الذرائع التي تتقدم بهم الى الصفوف الاولى. مقصد العبادي ان الاصلاح الحقيقي وعدم حصول اخطاء ومواجهة الفساد بخطوات فاعلة والاستعانة بشخصيات ديمقراطية حقيقية والتجهيز لانتخابات نزيهة كلها خطوات اساسية في استراتيجية فاعلة لاحتواء تنامي نفوذ التيار الاخواني. ما لا تقوله النخب الاردنية بصراحة وعلنا هذه الايام هو ان الدولة اخفقت في مخاطبة تمثيل المكون الفلسطيني في الاردن، فبقي التاثير الاكبر للاخوان المسلمين اكثر من غيرهم. المشكلة السياسية الاردنية تمحورت دوما برأي المحلل السياسي المعروف خالد رمضان في اطار ثنائية المركز الامني البيروقراطي العشائري والفرص المتاحة للاخوان المسلمين فقط. وزير البرلمان والسياسة في الحكومة بسام حدادين وعند السؤال  عن استهدافه للاخوان المسلمين نفى الامر وقال: ليسوا وحدهم في الميدان، واحدى مشكلات التفكير السياسي الاردني في الماضي كانت انه يتمحور على اساس انهم وحدهم في الميدان. عبدالله النسور رئيس الوزراء استفسر من الوزير حدادين، اذا كان ما يتردد في بعض التقارير الصحافية صحيحا حول دعمه لخطة اقصاء الاخوان المسلمين ووصفهم بالانعزاليين.. لاحقا اوضح حدادين بان وصفه مقاطعة الانتخابات بالخيار العبثي الانعزالي لم يربط بالاسلاميين وحدهم. رغم ذلك يمكن القول ان جهات نافذة في القرار الاردني تلتزم حرفيا اليوم بخطة عمل تعزل الاخوان المسلمين وفي بعض الاحيان تعمل على تغذية انشقاق بينهم اذا لزم الامر، بعد اصرارهم على مقاطعة الانتخابات والبقاء في الشارع. يمكن ببساطة ملاحظة ان خطة الانقضاض المعاكسة على الاسلاميين تستند الى قصة اخطاء الرئيس مرسي والى محاور الانقلاب الخليجي وتحديدا السعودي على الاخوان المسلمين، وهو انقلاب يعتقد بعض المسؤولين الاردنيين ان المشاركة به تضمن تدفقا لاموال المساعدات الخليجية وتحديدا السعودية. حتى لا تحصل توترات بعد انتخاب برلمان يخلو من التمثيل الاسلامي، اقترح الدكتور العبادي في صالون الوزير المعاني على مؤسسة القرار التركيز جيدا ليس فقط على انتخابات نزيهة تنتهي يوم 23 من الشهر الجاري، بل على ما ينبغي ان يحصل اعتبارا من صبيحة اليوم التالي 24. العبادي استعرض تقييمه لحالة التمحور الجديدة في المنطقة، حيث يتموقع عسكر تركيا ومال قطر وخزان مصر البشري في اتجاه داعم لحكم الاخوان المسلمين بالمنطقة مقابل اندفاعة سعودية اماراتية واضحة في الاتجاه المضاد يمكن للاردن التعاون معها والعمل على تفعيل العلاقة بالسياق نفسه مع عراق المالكي والنظام السوري الذي يؤكد الملك الاردني نفسه انه لا زال صامدا. الاردن الرسمي عمليا لا يوازن بين الخيارات فيما يتعلق بالاخوان المسلمين، خصوصا بعدما خذلوا القصر الملكي ورفضوا المشاركة في الانتخابات واصروا على تعديلات دستورية تمس بصلاحيات القصر، يعتقد انها برمجت على اساس حالة الزهو بالانتصار والفوز بعدما جلس مرسي على كرسي الرئاسة المصري وهو ما نفاه مباشرة الشيخ زكي بني ارشيد وكذلك الشيخ حمزة منصور. لذلك تتجه عمان الحكومية وبوضوح لاستراتيجة 'صدامية' على نحو ما مع الاخوان المسلمين بعد يوم 23 من الشهر الجاري.. الاهم ان منسوب الخشونة في هذه الاستراتيجية بعد الانتخابات سيتحدد وفقا لمعيار ميداني على الارض وعلى اساس لكل فعل رد فعل معاكس بالاتجاه. مسؤول معني ومطلع يشرح 'سنتعامل معهم بالقطعة... اذا هداهم الله وكانوا عقلاء سنلاعبهم بنعومة واذا اصروا على التحشيد واستخدام اوراق حساسة مثل الثقل الفلسطيني والاعتصام في ميادين حساسة سنتصرف بدورنا بما يخدم المصلحة العامة'.  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير