النسخة الكاملة

العتوم: شوارعنا تشرب المياه أكثر من بيوتنا .. وعدونا يسرقنا

الأربعاء-2025-12-10 11:45 am
جفرا نيوز -
محرر الشؤون البرلمانية

أكدت النائب هدى العتوم، أن الموازنة العامة ، يصنعها طالبٌ يحافظ على ممتلكات مدرسته، ووزيرٌ يوقن أنه مسؤول عن أدق تفاصيل وزارته، تصنعها سيدةٌ حوّلت أمتارًا من بيتها الصغير إلى مساحةٍ للإنتاج والعمل، وتصنعها القيادات في كل مفاصل الدولة، يبذلون وُسعهم خدمةً لوطنهم وأمّتهم، يصنعها مثابرٌ يدفع عربةَ الخضار كل صباح ببركة المولى، وتصنعها حكومةٌ تُحسن ابتكار المشاريع، وإدارة الموارد، واستخراج الثروات، ويصنعها كلّ مواطنٍ ومسؤول في موقعه واجتهاده.

وقالت خلال جلسة النواب التشريعية لمناقشة مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2026، اليوم الاربعاء، إن الموازنات تتحدث عن الإنفاق الحكومي، وإدارة الموارد، والاستثمارات، والاهتمام بالتعليم والصحة ومحاربة الفقر والبطالة ومكافحة الظواهر السلبية وّ المشكلات الاجتماعية وغيرها، تتحدث عن معالجة 140 شكلا من الضرائب والرسوم والغرامات والعوائد وتزايد في نسب :الجريمة 10% والمخدرات 20% والطلاق 31% والتدخين بين الرجال 70 %  وبين البالغين 41% وغيرها الكثير. 

وأضافت أن الموازنة أرقام تترجمها النتائج التي يراها المواطن صعودا و هبوطا، تراعي اولويات تتضمن التعليم المهني وتحسين نوعيته، والابتعاد عن البرامج التي حيرت الأهل والطلاب على غرار " بتك "، وما زاد من أعباء المعلمين الكتابية، وثغرات في النظام لم تُحلّ بعد، ورسوب طلاب في الصف العاشر أدّى إلى تركهم للمدرسة، فأضافوا رقمًا جديدًا للمتسربين الذين يزيدون عن 22 ألف طالب.

وأشارت إلى أن الأولوية الثانية التي ستتحدث بها تتمثل بالتعليم النوعي للطفولة المبكرة، حيث نسبة الالتحاق برياض الأطفال وصلت إلى 39% في بعض المحافظات لضعف الإمكانات، كيف لا والغرفة الصفية الواحدة لرياض الأطفال تكلف ما يقارب 80 ألف دينار؟.

وتابعت: " ثلث الأطفال ذوي الإعاقة لا يحصلون على تعليم، مع أن أكثر من 1000 مدرسة تستقبل طلبة من ذوي الإعاقة، وهذا يعني أن مدارسنا دامجة في أصلها، فما الفرق الذي أحدثته المدارس الدامجة التي يمكن أن تبنى الواحدة مدرستين أو ثلاث أفضل من المدارس المستأجرة التي تبلغ نحو 23% من المدارس الحكومية؟. 

وشددت أن الأردن يتراجع في النتائج الدولية، ومعنويات المعلمين في أدنى مستوياتها بعد فقدان حقهم في نقابتهم، وأعباؤهم الإدارية تتضخم، والتقارير السنوية نشاطات، ولم تعد الغرفة الصفية ذات أولوية فيها (أعيدوا روح التعليم وقوته بدعم المعلمين ). 

واكملت: " معلمون على حساب الإضافي بكلفة 15 مليون دينار في مفاصل التعليم ( الأساسي، والثانوي والمواد الأساسية البنائية: الرياضيات، والفيزياء، والعربي، والإنجليزية). فأي جودة نرجو؟، وزوائد بين الذكور القيادات والمعلمين بسبب تأنيث مدارسهم، وامتحانات قيادة ورتب لِـ 40 ألف معلم دون استفادة فعلية، والتحاق 20 ألف معلم بالدبلوم المهني دون أثر وظيفي، وما تزال قيادات تربوية تُكلّف وتُثبّت دون أسس".

ودعت إلى تحسين التعليم وإعداد المواطن الصالح، ومنها: المناهج والكتب، التي قفزت كلفة طباعتها من 18 مليون دينار في عام 2021  إلى 30 مليونًا   في 2023 ثم 35 مليونًا في 2025، كيف لا وطالب الصف الأول يُحمل 13 كتابًا، وتتضاعف كتب الصفوف الثلاثة الأولى إلى 8 كتب لأربع مواد (كتاب الطالب وكتاب التمارين).

ونوهت: إذا كنا نريد صناعة اقتصاد حقيقي، علينا أن نجعل التعليم محرّكا للإدارة والابتكار، في بلد تتجاوز نسبة الفقر 30%  في بعض المحافظات، ونعمل لحماية حتى قطرة الماء و أشباهها، كيف لا، ومواردنا القليلة تُدار باستخفاف، حين تشرب شوارعنا أكثر مما تشرب بيوتنا، بفاقد مائي يتجاوز 48%، وعدونا يسرق 800 مليون متر مكعب مياه من الجوار و له 8 محطات تحلية على المتوسط .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير