
في ليلة كروية مشحونة بالترقب، تقدم فريق دوقرة خطوة تاريخية نحو دوري المحترفين لكرة القدم، واقترب أكثر من تحقيق حلم الصعود لأول مرة في تاريخه، بعدما خطف فوزًا ثمينًا من معان بهدف وحيد على ستاد الأمير محمد بمدينة الزرقاء، ضمن الأسبوع الحادي عشر لدوري الدرجة الأولى.
الجماهير التي تابعت اللقاء عاشت لحظات من الإثارة، فكل هجمة كانت تحمل معها أنفاسًا محبوسة، وكل صافرة حكم كانت تزيد من توتر المدرجات، حتى جاء الهدف الذي أشعل المدرج وأطلق العنان للهتافات، فلم تكن الجولة الحادية عشرة مجرد مباريات، بل فصل جديد في رواية «كرة الأولى».
عمان أف سي افتتح المشهد بخماسية نظيفة في شباك الطرة، على ملعب الأمير هاشم ليؤكد حضوره القوي، كفرسوم بدوره استغل مواجهة مغير السرحان–أول الهابطين–ليحقق فوزًا عريضًا برباعية على ملعب الأمير هاشم، فيما العربي حسم لقاءه مع جرش بهدف يتيم على ملعب جرش لكنه كان كافيًا لتعزيز موقعه في الوصافة.
شباب العقبة واصل انتفاضته بالفوز على الصريح بهدفين نظيفين على ملعب العقبة، ليعيد الأمل لجماهيره، فيما صما أضاف لمسة خاصة حين تغلب على الهاشمية بثلاثية، قبل أن يختتم اليرموك الجولة بفوز مثير على اتحاد الرمثا بثلاثة أهداف مقابل هدفين على ملعب الأمير هاشم، في مباراة حبست الأنفاس حتى اللحظة الأخيرة.
الترتيب بعد هذه الجولة بدا وكأنه لوحة مشتعلة: دوقرة في الصدارة بـ27 نقطة، يطارده العربي بـ26، فيما يحاول عمان أف سي (21) واتحاد الرمثا (20) التمسك بخيوط المنافسة. خلفهم معان والهاشمية وجرش، بينما تتزاحم فرق القاع بين صما والصريح واليرموك والطرة وشباب العقبة وكفرسوم، في حين بقي مغير السرحان بلا نقاط، ليكون أول المغادرين رسميًا.
ومع بقاء جولتين فقط على النهاية، كل نقطة باتت تساوي ذهبًا.. الصراع على القمة يزداد اشتعالًا، والهابطون ينتظرون مصيرهم، فيما يترقب عشاق اللعبة لحظة الحسم التي ستكتب أسماء الصاعدين إلى دوري المحترفين، وتحدد هوية الفرق التي ستودع المشهد.
إنها قصة بطولة تُروى على العشب الأخضر، حيث لا مكان للخطأ، وكل صافرة قد تغيّر مسار التاريخ.
وبحسب نظام البطولة، فإن كل نقطة باتت ذات قيمة مضاعفة، إذ يتأهل صاحبا المركزين الأول والثاني مباشرة إلى دوري المحترفين الموسم المقبل، بينما تهبط الفرق الأربعة الأخيرة إلى الدرجة الثانية، ما يجعل صراع القمة والقاع على حد سواء مشتعلاً حتى صافرة النهاية.
الرأي - عقبة العبادي