جفرا نيوز -
خاص
ما إن يدخل فصل الشتاء إلى يوميات الأردنيين بساعاته الطويلة والمملة، حتى ينتقلون إلى ظاهرة موسمية وغريبة جدا تتمثل في تناقل "أخبار قروبات واتس آب" عن تغييرات واسعة في صفوف كبار المسؤولين في الدولة الأردنية، وسط قناعة متزايدة أن مثل هذه المعلومات لا تؤثر على حياة الأردني اليومية، فلماذا يشغل نفسه في الترويج لها وتناقلها مجتمعيا.
المسؤولون الذين يجري تناقل معلومات عن استبدالهم بمسؤولين آخرين قد يكونوا من أفضل المسؤولين الذين شاركوا في مهمة خدمة وبناء الدولة، لكن رحيلهم سيكون طبيعيا ذات يوم حين يقرر صانع القرار الأعلى أنهم أدوا قسطهم الوطني، وأن كوكبة جديدة آن لها أن تؤدي قسطها هي الأخرى في خدمة الدولة.
يوسف العيسوي رئيس الديوان الملكي كانت عرضة لأكبر قدر من الترويج لرحيله منذ تعيينه في 2018، لكن الرجل يؤدي دوره بحضور كبير قرب الملك، وفتح بيت الأردنيين للآلاف من الأردنيين كي يستمعوا للمعلومة الأكيدة والصافية من الديوان الملكي، وسط استشعار شعبي متصاعد بأن العيسوي قد أعطى نكهة وطنية عميقة لأداء الديوان الملكي، وسط تساؤلات عن جدوى الترويج لرحيل العيسوي عن موقعه.
وما ينطبق على العيسوي ينطوي حكما على الزج بأسماء مسؤولين عسكريين وأمنيين ضمن ترويجات معلومات التغييرات، فمَن يمسك بمفاصل الأجهزة الأمنية والعسكرية اليوم تحملوا أعباءً كثيرة جدا، إذ اجتمعت العديد من الصعوبات الداخلية والخارجية على فتراتهم في المنصب، فتعاملوا معها ضمن احترافية عالية جدا، مكنت المملكة من اجتياز منعطفات حادة.
لا أحد سيُخلّد في موقعه، والمناصب ليست محجوزة بإسم أحد، لكن ترويج مثل هذه المعلومات بصورة موسمية أمر يضر بالدولة، ولا ينعكس على حياة الأردنيين بأي شكل من الأشكال.
النسخة الكاملة
