جيشنا.. نجدُه دائماً في الملمات
الإثنين-2013-01-14 01:08 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز- نصوح المجالي
في الملمات لا يخطر شيء في بال الاردنيين يعزز الثقة والامان, كحضور قواتنا المسلحة واجهزة الامن التي انبثقت وتشكلت
اساساً من رحم هذه القوات وورثت من هذه المؤسسة العريقة روح الانتماء والتضحية والولاء للاردن بكل مكوناته.
أول ما يقفز الى الذاكرة في الملمات عزائم هؤلاء الرجال, وجلدهم ومحبتهم للاردن ولامتهم يعملون بصمت وفي اشد الظروف قسوة للتخفيف عن الناس, وللوقوف الى جانبهم يجسدون معنى جيش ومؤسسات الوطن, وشراكة ابناء الوطن جميعاً في هذا الجيش الذي نجدُه دائماً معنا في السراء والضراء.
تعودنا في العواصف الثلجية ان نجد رجال الجيش والامن العام والدفاع المدني بيننا, يخلون المتضررين ويقدمون العون للمحتاجين ويمدون الوصل للمنقطعين ويخلون المرضى ويفتحون الطرق, ويساعدون الاجهزة الاخرى حتى تقوم بواجباتها, يعملون بصمت وجد, ينفذون تعليمات قائدهم الاعلى وقياداتهم ويحملون في نفوسهم نخوة الاردنيين وتراحمهم والحس بالواجب.
وفي ذروة العاصفة الثلجية كان رجال الجيش من حرس الحدود يمدون يد العون لاخواننا السوريين الهاربين من جحيم نظام الممانعة والمقاومة والمكاذبة, الذي يهرس اهله وشعبه تحت آلته العسكرية ويحصد الناس بالجملة بالطائرات والصواريخ وفرق الارهابيين الذين يسمون بالشبيحة.
كان جنودنا يتلقون اخوانهم السوريين باذرع مفتوحة يحملون الشيخ العاجز والطفل الصغير ويأخذون بيد النساء والرجال المنهكين من العاصفة, ومن مطاردة جيشهم الذي تحول الى وحش كاسر يطاردهم ليل نهار, ويستكثر عليهم الهروب من نيرانه وجحيم اسلحته.
ولفت نظر الكثيرين ممن شاهدوا التلفزيون الاردني في ذروة العاصفة الثلجية احد جنودنا البواسل وهو يلف احد الاطفال السوريين الذين يرتعدون من البرد بحرام من الصوف, ويحضنه كأنه احد ابنائه واخر يحمل طفلاً رضيعاً يحرص على أن يوصله الى بر الامان.
فأي صورة من العون والرحمة والانسانية والنخوة نراها في جانبنا من الحدود، واي قسوة تصل حد الكفر بالانسانية والرحمة نراها، في صورة الجند المقابلة على الحد الاخر، هناك رجال الشعارات والكلام والتنظير الخادع الذي اخفى حقيقة ذلك النظام وعداءه لاهله وشعبه، وفي جانبنا جند العون والرحمة، الذين يمثلون روح نظامنا وشعبنا، وقيادتنا؛ روح الجيش الذي لم يولد من مؤامرة او مغامرة انقلابية وانما من ثورة عربية استهدفت عز العرب في جميع اقطارهم.
في الادوار، المتقابلة والمتناقضة على طرفي الحدود نرى جنودنا يمدون يد العون للسوريين وللاردنيين بينما جند النظام المجاور يحصدون الناس بالجملة بدون رحمة، وهنا يكمن الفارق بين نظام بنى دولته ويحرص على شعبه, ونظام خطف الدولة بليل ولا يهمه سوى بقائه.
ما زال الخير في الناس، ما بقي فيهم التراحم، ومن لا يرحم، خارج عن ملة الايمان ولا يرحم ونحمد الله ان التراحم والنخوة ما زالت اصيلة في اردننا الغالي، ودولتنا، والا ما وجدنا بيننا وعلى ارضنا الملايين من اهلنا العرب الذين اضطروا للفرار من بلادهم، ووجدوا في الاردن ودولته وشعبه الحضن الدافئ، الذي يرعاهم ويحرص على سلامتهم.
حري بنا ان نتطلع حول الاردن ونرى اضطراب احوال الناس والدول حولنا وغياب العدل والامن، وفزع الناس مما يصيبهم من انظمتهم وان نحمد الله ان بلدنا يساس بالرحمة والحوار والتفهم لنبني على هذه القاعدة الراسخة وروح التراحم والتواصل والتعاون في وطن رحيم، لنجد حلولا تجسر اختلافاتنا السياسية، وتجمعنا على ما يرسخ الاصلاح والخير والتراضي الوطني في بلدنا، وسد الثغرات التي اصابت مسيرتنا.
فالاردن بخير ما دامت فينا هذه الروح التي جسدها شعبنا وجنودنا وقيادتنا، في الملمات والتي تزين بصفاء النية وصدق العمل، صورة دولتنا وبلدنا.

