جفرا نيوز -
محمد علي الزعبي
سياسة جديده بأسلوب عصري ومتزن ، ما تطرحه وزارة الشباب اليوم من رؤية نوعية غير مسبوقة، تتجسّد في إطلاق المسح الوطني للشباب ليكون الأساس العلمي والعملي لإعداد الاستراتيجية الوطنية للشباب 2026–2030، هذه الرؤية تأتي انسجامًا مع توجيهات الدولة الأردنية لبناء سياسات تستند إلى البيانات الدقيقة، وتضع الشباب في مقدمة أولويات التخطيط الوطني، لا بوصفهم متلقّين للسياسات، بل شركاء فاعلين في صياغتها.
يمثل المسح الوطني خطوة انتقالية مهمة في منهجية العمل الشبابي، فهو لا يكتفي بتشخيص الواقع، بل يقرأ اتجاهات الشباب وقيمهم وطموحاتهم، ويحدد احتياجاتهم الفعلية بعيدًا عن التقدير النظري والانطباعات العامة، بهذا النهج، تؤكد وزارة الشباب أنها تتجه نحو صناعة قرار مبني على حقائق علمية، وتفتح الباب أمام مرحلة أكثر نضجًا في فهم المجتمع الشبابي الممتد على مساحة الوطن.
وتبرز أهمية المسح الوطني في أنه يعيد رسم الخريطة الوطنية لأولويات الشباب، بحيث تصبح برامج الوزارة ومراكز الشباب ومعسكراتها مبنية على تحليل دقيق للسلوكيات والميول والتحديات، فالوزارة اليوم لا تبحث عن نشاط تقليدي، بل عن بناء نموذج متكامل يضع كل شاب وشابة في مكانهما الطبيعي داخل منظومة التنمية، ويخلق حالة من المواءمة بين قدراتهم وفرصهم، وبين تطلعاتهم ومسار الدولة الإصلاحي الشامل.
كما يشكّل هذا المسح حجر الأساس في تقييم الاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بالشباب، وقياس وعيهم بالتحديات الوطنية، ونظرتهم للعمل والابتكار والمشاركة السياسية وتمكين المرأة والريادة، وهي مؤشرات ستنعكس بصورة مباشرة على هيكل الاستراتيجية الجديدة، بما يضمن أن تكون أكثر واقعية واتساقًا مع التحولات المحلية والإقليمية.
وتتجلى الرؤية المتقدمة لوزارة الشباب في أنها تريد الانتقال من "خدمة الشباب” إلى "العمل معهم”، ومن "برامج جاهزة” إلى "سياسات مصممة وفق احتياج كل فئة”، لذلك يُعتبر المسح الوطني مشروعًا تأسيسيًا لمرحلة طويلة الأمد، ستكون فيها الوزارة أكثر قدرة على قياس الأثر، وتقييم الكفاءة، وتطوير مسارات جديدة في العمل الشبابي تكون أقرب لحياة الشباب اليومية وتحدياتهم الحقيقية.
إن دعم هذا الاتجاه واجب وطني، لأن بناء الاستراتيجية الوطنية للشباب على قاعدة بيانات دقيقة سيمنح الأردن فرصة ذهبية لتوجيه طاقاته الشبابية نحو التنمية والإبداع، وما تقوم به وزارة الشباب اليوم ليس مجرد جهد فني، بل خطوة إصلاحية عميقة تؤسس لجيل أكثر وعيًا وثقة وقدرة على المشاركة في صناعة مستقبل الدولة.
وبهذا، يصبح المسح الوطني بوابة عبور نحو استراتيجية 2026–2030، التي نتوقع أن تكون الأكثر توازنًا وواقعية وملاءمة لاحتياجات شباب الأردن، وتعبر عن رؤية دولة تراهن على مستقبلها من خلال أبنائها.
النسخة الكاملة
