النسخة الكاملة

المجالي يكتب: "برافو ميلودي"

الإثنين-2025-11-24 12:42 pm
جفرا نيوز -
كتب - عبدالهادي راجي المجالي 

استمع صباحا لراديو ميلودي ، في السيارة ترافقني (جيسي ابو فيصل) ..وهي تقدم وجبة (دلع ) لبنانية ، هي لا تتصنع اللهجة لأن اللبنانية هي لهجتها الأم ، لكنه الدلع الممزوج بالوعي ..تختلف معها تتفق معها  تهاجمها أو تنتقدها ، لكنك في النهاية تبقى معها مستمعا للنكتة ، للضحكة ،وللردود على الرسائل ، ولما تقوله عبر الأثير ...هذه البنت تلقت تعليما جيدا ، ومن حديثها تكتشف أنها قارئة جيدة ، ومن ردودها تكتشف أن (المايك) لعبتها ...والأهم من كل ذلك ، أنها تحب البلد بذات الدفء والشوق الذي يغمرها حين يذكر اسم لبنان على مسمعها ...لبنان بكل ما فيها من وجع إلا أنها الدولة الوحيدة في الدنيا ، التي تصدر الحب يوميا للشرق ...وتعلم الشرق معنى الحياة .

بعد جيسي يحين دور ليلى السيد ( أم حسين ) ...اليوم خاطبها أحد المتصلين قائلا ( خالتي أم حسين) ...ميزة هذه البنت أنها تعرف دوائر الدولة بالتفصيل ، بحيث إذا وضعتها مساعد أمين عام لوزارة العمل ، حتما ستبدع ....أمس مثلا تحدث معها أحد المتصلين ، وشكى لها عن أنه دفع فاتورة اشتراك الأنترنت علما بأنه مفصول ...لو تحدث هذا المتصل مع مذيع اخر ، لقام على الفور بمهاجمة شركات الاتصال ..لكن ليلى أخبرته : بأنه لو قرأ العقد حين وقع مع شركة الاتصال ..لما احتج ،  فهذه شروط العقد وعليه أن يلتزم بها ..وهي تعطي الحق للشركة بذلك ..في برامج الشكاوى على الهواء ، الأصل أن تكون الردود موضوعية ...(خالتو أم حسين) كما يناديها بعض المتصلين ، ملمة بكل شيء حتى قوانين العمالة الوافدة ...وقوانين الترخيص ، وقوانين المهن ..وشروط أمانة عمان .

في مذياع السيارة ومذياع المكتب ، صباحي يبدأ مع جيسي وأم حسين ...أحيانا تضحك وأحيانا تغوص في نغمة الصوت الممزوج بالحسرة  ، وأحيانا تحزن لحجم المرارة في قلوب بعض المتصلين ...

لكثرة الإذاعات ، ولكثرة الصخب الصباحي ...صرنا نفتقد أحيانا الأصوات الموضوعية ، التي لا تمارس التكلف ...وتقدم الوعي على الابتذال ....أم حسين وجيسي ، نماذج يحبها الناس ...وأحيانا تشعر أن مصداقية ليلى السيد في الشارع وعبر ميكروفون ميلودي أكبر من مصداقية مؤسسات ووزراء  ...

(برافو ميلودي) .


© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير