
فجأة ودون سابق إنذار؛ اتفاق سري بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقضي بإعادة إعمار مناطق محددة في قطاع غزة تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي.
القرار، الذي لم يُطلع عليه كبار المسؤولين الأمنيين، بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فاجأ دوائر عسكرية وسياسية عدة وأثار تساؤلات حول دوافع نتنياهو ومدى تأثير الضغط الأمريكي على سياساته..
قالت مصادر للصحيفة "فوجئنا بموافقة نتنياهو على البدء في إعادة إعمار مناطق تحت سيطرة الجيش بطلب أمريكي".
المرحلة الأولى من إعادة الإعمار وفق هآرتس تشمل مدينة رفح، تليها مناطق في شرقي وشمالي القطاع، فيما يوصف بأنه دفع أمريكي لإنشاء "غزة جديدة"، لكنّ ضباطا كبارا في الجيش الإسرائيلي يرون أن الخطة الأمريكية ما زالت غامضة، لا سيما أنها حازت موافقة نتنياهو في محادثات سرية لم تكشف كواليسها..
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن "مسوَّدة الاقتراح التي تعمل الولايات المتحدة على صياغتها لإنشاء قوة متعددة الجنسيات تعمل في قطاع غزة، تتضمن دعم إقامة دولة فلسطينية".
وينص المشروع على أنه "بعد تنفيذ خطة إعادة الإعمار، قد تتوفر الظروف الملائمة لمسار موثوق نحو تقرير المصير ووجود دولة فلسطينية.
وفي خضم هذا المشهد المتشابك، جاءت خطوة روسية لتزيد من تعقيد الصورة بعدما اقترحت موسكو مسودة مشروع قرار خاص بها في مجلس الأمن بشأن غزة، في تحدٍ مباشر للمساعي الأمريكية لتمرير نص يدعم خطة الرئيس ترامب، وهي خطوة جديدة أكدت أن ملف غزة لم يعد في يد طرف واحد، وأن الأوراق تخلط من جديد على طاولة القوى الكبرى.