النسخة الكاملة

من دمعة وطن إلى نهضة ملك

Friday-2025-11-14 06:39 pm
جفرا نيوز -

 

رامي رحاب العزة يكتب

كان يوم رحيل الحسين يومًا تتشقّق فيه الروح.

لم يكن مجرد خبر… كان صدمةً أسقطت قلب الأردن كله على ركبتيه.

ذلك الصباح لم يكن صباحًا؛ كان حزنًا ثقيلاً يخيّم على البيوت والطرقات والسماء.

رجالٌ بكوا علنًا لأول مرة، نساءٌ انهارت همساتهن قبل أصواتهن، وأطفالٌ شعروا بأن شيئًا مخيفًا حدث… شيء يشبه انتزاع الأب من صدر الوطن.

عمّان يومها كانت مدينة بلا نبض.

الهواء خانق، الشوارع باهتة، والسماء أقرب إلى الأرض كأنها تجثو معنا في الفقد.

لم يكن رحيل الحسين فراقًا… كان زلزالًا عاطفيًا، يتمًا جماعيًا لوطنٍ فقد أباه الحقيقي.

لكن من قلب ذلك الظلام… بدأ الأمل ينهض.

وقف رجل يحمل الراية بثبات يشبه المعجزة.

وقف الملك عبدالله الثاني فوق حزن الأردن لا ليغطيه، بل ليجمعه بيده، ولينقذ الوطن من الانكسار.

تسلّم وصية الحسين بثبات الابن ووفاء القائد، وأعاد للأردن صوته، وحدّته، وقوّته.

كان عبدالله هو الأمل الذي تنفّس به الأردن بعد الاختناق… الأمان الذي أعاد ترتيب الروح، والنهوض الذي قال للجميع:

الحسين غاب… لكن الأردن لن يسقط.

واليوم… يقف إلى جانبه شاب يحمل اسمًا ليس أي اسم… يحمل “الحسين” من جديد.

ولي العهد الحسين بن عبدالله الثاني… يشبه الحسين الأول في أخلاقه، في هيبته، في تواضعه، وفي عمق فكره.

قريب من الناس، محبّ للشباب، يبحث عن التطوير، يلاحق تفاصيل النهضة، ويؤمن أن الأردن يستحق أن يكون في الصفوف الأولى.

إنه الأمل المتجدد… الامتداد الطبيعي لرجالٍ لا يتركون الراية تقع.

هكذا هي قصة الأردن…

حزنٌ عميق يبدأ بالحسين،

ثم يقف عبدالله ليصنع الأمل،

ثم يكمل الحسين بن عبدالله ليصنع مستقبلًا يشبه الحلم.

هذه ليست قصة ملوك…

هذه قصة وطنٍ إذا انكسر في لحظة،

نهض في اللحظة التي تليها…

برجاله… برايته… وبشعب لا يعرف الهزيمة.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير