
إياد الجغبير
في خبر بثته شبكة "سي ان ان" مساء الأحد تم الإعلان فيه عن استقالة المدير العام لشبكة BBC تيم ديفي والرئيسة التنفيذية للأخبار ديبورا تورنِس بعد انتقادات لهما اثر موافقتهما على عرض فيلم وثائقي يُعتقد ان قد حُرف فيه مقطعا خلال خطاب للرئيس الأميركي دونالد ترامب في عام ٢٠٢١ ما جعل المشهد يبدو كأنه يحرض على العنف خلال أحداث الكونغرس عام 2021.
هكذا انتهى الخبر وبدأت المقارنة … في لندن لم تحتاج BBC إلى ضغط الشارع او انتقادات السوشيال ميديا نهائيا أو نتائج لجان تحقيق مطولة فالخطأ كان كافياً لإعلان الاستقالة فوراً دفاعاً عن قيم الدقة والمصداقية لأن الادارة فيها تُدرك أن احترام الجمهور أهم من المنصب.
أما في التلفزيون الأردني فما تزال الادارة تتعامل مع الانتقادات بالصمت تارة والتبرير تارة أخرى والتغافل عن كونها ملاحظات مهنية وإدارية.
والابلى استمرارها في الحديث النظري عن التطوير والسردية والإبداع ودراسة الشاردة والواردة التي تخص الشاشة والجمهور فيما تصمت عند أبسط أسئلة المشاهدين حول التعيينات ومعاييرها وطريقة اختيار شركات الإنتاج وكأن الشفافية ترف لا التزام قانوني أمام الرأي العام.
حين يخطئ الإعلام الأصل ان يعتذر ويُحاسب وحين تهطئ إدارة التلفزيون لدينا تذهب إلى التبريرات ويرد على الاستفسارات بخطاب علاقات عامة.
والنتيجة فجوة متزايدة بين الشاشة والجمهور ولن يسدها لايكات فيس بوك او قلوب إنستغرام ولا حتى حفلات الافتتاح الفارهة.
ما حدث في BBC درس إداري قبل أن يكون خبراً وقام كل منهما بتقديم استقالته حينما اهتزت الثقة بهما بينما ادارة التلفزيون لدينا ما زالت مستمرة بالتصريحات لا الشفافية .
بالنهاية لن ينهض التلفزيون الأردني ما لم يبدأ الإصلاح من قمته بإدارة تعرف أن التقدير لا يُبنى بالتصريحات بل يُكتسب بالصدق والشفافية والحوكمة فالإدارة في التلفزيون الرسمي إن فقدت تقدير المشاهدين تكون قد فقدت مبرّر وجودها.