النسخة الكاملة

ثلاث ركائز لانطلاقة جديدة لهيئة تنشيط السياحة

السبت-2025-11-01 10:56 pm
جفرا نيوز -  نضال المجالي
من السهل أن نتحدث في الترويج للأردن سياحيا في الخارج، وأن نكرر عبارات الجذب المعروفة عن البحر الميت والبتراء ووادي رم والعقبة. لكن الأصعب — وهو الأهم — أن نُقنع الأردني أولا بأن السياحة في وطنه تستحق أن يعيشها قبل أن يسوّقها. فالسياحة ليست مشروع زائر، بل ثقافة مجتمع وسلوك دولة، وهنا تبدأ نقطة التحوّل الحقيقية          

 الوطنية، وريادة الأعمال، وحتى في الثقافة والفن وهم أساس، لأن السياحة ليست مجرد فنادق ومطعم فاخر ومكاتب سفر، بل هي هوية بلد تُبنى بالعقل والروح.
ولا بد أن يتحول مجلس الإدارة من "مجلس متابعة" إلى "مجلس قيادة استراتيجية"، يضع سياسات جريئة ويمنح الإدارة التنفيذية استقلالية مقاسة بالنتائج. فنجاح الهيئة لا يُقاس بعدد المعارض الخارجية أو الحملات، بل بمدى تحويل الأردن إلى وجهة مرغوبة ومستدامة يعيشها المواطن قبل أن يروّجها للسائح.
باختصار، تنشيط السياحة يبدأ من الإنسان لا من الإعلان، ومن الداخل قبل الخارج، ومن الفكرة قبل الميزانية. الهيئة بانطلاقتها الجديدة التي يفترض أن تقود المرحلة المقبلة تحتاج إلى فكر متمرّد على النمط، مؤمن بأن الأردن لا يُسوّق فقط، بل يُعاد اكتشافه كل يوم من قبل أهله أولاً.

*مفوض السياحة والبيئة السابق في سلطة منطقة العقبة الخاصة
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير