جفرا نيوز - فرح الحامد
في وقت خرج جلالة الملك بخطاب العرش السامي بافتتاح الدورة العادية الثانية للمجلس العشرين، في سابقة "القلق" التي أشار إليها في توقيت حاسم وحساس يحمل دلالات مختلفة، وتساءل بلسان حال الأردنيين بـ "هل يقلق الملك"؟، خرج بعدها رئيس مجلس النواب "بالتزكية" مازن القاضي في كلمته ، وقال: " واجب الأردنيين أن ينضبطوا على إيقاع حركة الدولة، وأن يكونوا رديفا لها لا عبئا عليها"، ما اعتبره مراقبون سقطة ومثلبة على الرئيس الميثاقي صاحب التوجهات المعتدلة "بزيادة" ؛ إذ ليس مقبولًا أن يُعبر الملك عن قوته بوقوف الأردنيين خلفه، في وقت يصف رئيس المجلس الأردنيين بالعبء.
مآخذ كبيرة رُصدت في كلمة رئيس مجلس النواب الذي ولد من قلب التوافقات بين الأحزاب والكتل، وهو امتداد للشريعة الميثاقية المعروف عنها التحيز لخط الوطن وحده لا شريك له، لكن أن يصف الأردنيين وبعد كلمة الملك التي قال فيها صراحة إن قوته تكمن بوقوف المواطنين بظهره، تعني أن الرئيس صاحب الخلفية الأمنية لم يُراجع كلمته ، وكان يجب أن يُعدل عليها بعض النقاط، سيما ما يتعلق بالأردنيين؛ لأنه لا مجال للمزاودة عليهم أو على حرصهم أن يكونوا ذخرًا للوطن وليس عبئًا عليه.
كما أن القاضي لم يُشر في كلمته إلى ما قدمه نظيره السابق أحمد الصفدي خلال فترة رئاسته، ولم يشكره بكلمة مع أن رئيس الوزراء وكل من خرجوا بكلمات شكروه، وأثنوا على دوره في مرحلة حملت ملفات ثقيلة، وعلى نطاق إقليمي واسع؛ وهو ما اعتبره مراقبون للشأن البرلماني مأخذًا على القاضي، وربما إشارات بأنه كان مرتبكًا ويريد التركيز فقط على الجانب الوطني البحت ، لكن اعتبار الأردنيين أنهم عبء، والتحدث معهم بلهجة "الأمر"، هذا ما كان واردًا قط ، ويجعل البعض يترحم أيضًا على أيام الصفدي.
الرئيس الذي دخل حاميًا "مش شايف حدا قدامه"، لوحظ أنه خاطب زملائه النواب بلهجة أقلها أن توصف "بالدخيلة"، كقوله "هسا بوقف الانتخاب" ، ومخاطبته أيضًا للنائب من حزب جبهة العمل الإسلامي مالك الطهراوي بنهاية كلمته بعد ما ظهرت نتيجة مساعدي الرئيس وكان هو خارجها، فقال الطهراوي "إقصاء متعمد"، ليرد القاضي "ما بسمحلك" ، هل يوجد شيء في النظام الداخلي تحت هذا المسمى؟ ، وإن كان الاعتراض على الكلمة فالإجابة تكون بشطبها من محضر الجلسة، لكن الواضح أن الباشا القاضي فعلًا كان مرتبكًا، و سيدخل بمشادات كبيرة مع النواب، خاصة جبهة العمل الإسلامي، الذي لا يربطه معهم لا ناقة ولا جمل.