النسخة الكاملة

وطن وشعب في قلب ملك

الإثنين-2025-10-27 06:52 pm
جفرا نيوز -
د. حنين عبيدات

في خطاب العرش السامي 2025 في افتتاح الدورة العادية الثانية، خاطب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين شعبه، خطابا سياسيا و إنسانيا قريبا، ينبض بوجدانية قائد رحيم ، و سلطة قائد حامل الوجد و المحبة لشعبه المخلص ، و واثقا بقدرة شعب كان و مازال سندا وذخرا لوطن خلق في رحم الأزمات و استقر و بقي صامدا بحكمة القيادة والتفاف الشعب حول القيادة و الوطن .
 قدم جلالة الملك رؤية متكاملة لروح الإنتماء الأردني، و رسخ مفهوم  الأردني الصادق الذي حفظ وطنه الأردن وغرس في أرضه أوتاد الولاء و الإنتماء لقيادته الحكيمة.
راهن جلالة الملك على وعي شعبه، بأن يبقى كريما شريفا ومدافعا عن وطنه في ظل الصراعات الدائرة في المنطقة، مستندا بيقين على شعب داعم ومؤمن بأنه القائد لمسيرة العطاء و البناء ، هذا الشعب الأساس الصلب الذي تستند إليه الدولة في مسيرتها بعزيمة و إرادة. 
كان الخطاب ، خطابا عاليا، خطاب أب إلى أبنائه و من القلب إلى قلوب مفعمة بالولاء و الإنتماء ،فحينما تتوافق مشاعر القائد و الشعب فإن الأوطان تبنى بقواعد متينة وثابتة ، و بتشكل التحام وطني قوي وقادر على تخطي التحديات .
علاقة شعبنا الأردني بالقيادة الهاشمية لا تختزل بخطابات أو كلمات بل الكلمات تعبر عن رواية تاريخية طويلة حفرت في ذاكرة الزمن تميزت بالعطاء و الإنتماء الراسخين مع قادة ساروا مع الأردن ومازالوا ليبقى عامرا ومستقرا وسط عواصف السياسة و الحرب و اللإنسانية.
يدرك جلالة الملك علاقة الأردنيين بقيادتهم ،إذ قال : (شعبي القريب مني) ، نعم شعبه القريب منه في مواقفه السياسية العربية و العالمية و في دعمه للقضايا العربية ،فهو المعلم الإنساني الأول الذي علم الشعب كيف يتعامل بقلب رحيم وإنسانية لازمة ،و هو القائد العالمي الوحيد الذي غير وجهة نظر العالم إيجابيا حول القضية الفلسطينية و انتهاكات الإحتلال ، وهو القائد الذي قدم صورة قوية للعالم عن الأردني الحازم في الموقف و صاحب المبدأ و المدافع عن الحق.
بكل المشاعر المؤثرة، سأل وأجاب جلالة الملك ، ماذا يشعر الملك ؟ وأجاب : نعم يقلق الملك لكن لا يخاف إلا الله ولا يهاب شيئا و خلفه أردني وهذا أثمن ما يشتد به القائد.
هذه العبارات، ترجمت على أرض الواقع، فقائدنا وقف مدافعا عن الأردن أمام العالم ، وكان أساسا في وقف الحرب على غزة بقوة واقتدار و عنفوان المبدأ و صدق العروبة و انتزاع الحق ، مطمئنا بأن خلفه شعبا مخلصا لا يتخاذل ولا يخذل.
في كل خطاب لجلالة الملك ،يضع أمامه وأمام الشعب و العالم حكاية الجيش العربي المصطفوي مع الأردن منذ التاريخ إلى الآن، حكاية إرث راسخ ولد من رحم الثورة العربية الكبرى و استمر بانيا وحاميا لوطن كبير وعنصرا أساسيًا في بناء الهوية الوطنية الأردنية .
هنا رجال مصنع الحسين درعا مهيبا ، هذا الاصطلاح جليلا يقدر مسيرة الجيش الذي استمر في بنائه جلالة المغفور له الحسين بن طلال و عززة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين.
في خطاب جلالة الملك ،تعظيم لدور الشباب الأردني في البناء و الحفاظ على الأردن، فقد أشار إلى الأمير الشاب ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله وهذه الإشارة العميقة مشروع كامل يقوده الحسين من أجل دعم الشباب وتمكينهم و تعزيز الإنتماء و الولاء .
أيها القائد، سنبقى على العهد معك ماضون، و مع الوطن و الأرض و الهوية الأردنية الوطنية ، و سننسج معا خيوط الإستقرار في وحدتنا الوطنية و تعزيز جبهتنا الداخلية .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير