
في السنوات الأخيرة، لم تعد كرة القدم مجرد لعبة في مصر، بل أصبحت لغة يومية ومزاجًا عامًا وثقافة يجتمع حولها الجميع. من نجومية محمد صلاح في أوروبا، إلى عودة المدرجات وروح المنافسة في كالدوري المصري الممتاز، تبدو الشعبية في ذروة جديدة. في هذا المقال ستعرف كيف نشأت هذه الموجة، ولماذا تتسع اليوم، ومن هم أبرز صناعها الآن وفي المستقبل.
سنمر على تأثير الأهلي و«الزمالك»، ونقف عند نجوم مثل تريزيجيه ومصطفى محمد، ونختم برؤية للمستقبل وخريطة طريق حتى كأس العالم 2026. وللمهتمين بعالم الرهانات الرياضية، تظهر عروض تسويقية في منصات عديدة مثل Melbet موقع - اطلع عليها دائمًا بمسؤولية.
بدأت الحكاية مبكرًا مع أندية تاريخية وجماهير واسعة، ثم تراكمت الإنجازات القارية حتى صارت مصر العلامة الأبرز في بطولات أفريقيا. تمتلك مصر الرقم القياسي في كأس الأمم الأفريقية بـ سبعة ألقاب، بينها ثلاثية تاريخية متتالية (2006، 2008، 2010)؛ هذا الإرث صنع صورة المنتخب «الفراعنة» بوصفه معيارًا قارّيًا طويل الأمد.
تغمر الكرة الحياة اليومية: أطفال في الأحياء الشعبية، طلاب الجامعات، عائلات في المقاهي، وجمهور يتابع الدوريات العالمية. ومع عودة الجماهير تدريجيًا للملاعب بعد سنوات صعبة، نمت الثقة في التجربة المحلية وتحسنت أرقام الحضور مقارنةً بسنوات المدرجات المغلقة، خاصةً في المباريات الكبرى. كما أن حضور الأندية المصرية المستمر قارّيًا يغذي هذا الزخم، ويزيد من اندماج الأجيال الجديدة مع اللعبة.
في لحظات الفوز والخسارة، تتلاشى الفوارق الجغرافية والاجتماعية. تاريخ «الفراعنة» في كأس الأمم الأفريقية، وسرديات البطولات، ومشاهد الاحتفالات في الشوارع—كلها صارت جزءًا من ذاكرة جمعية. مصر هي الأكثر تتويجًا قارّيًا، كما أنها من الأكثر حضورًا في نهائيات البطولة وعدد انتصاراتها عبر التاريخ، ما يرسخ صورتها قوةً قارّية.
المقهى والبيت ونادي الحيّ مراكز مشاهدة ومشاعر. المباريات الكبيرة ترتبط بطقوس ثابتة: شاشة كبيرة، تحليل جماعي، وتعليقات تمتد لأيام. هذه المساحة تمنح الناس لغة مشتركة للحديث والضحك والاختلاف الودّي.
القمصان، ملصقات النجوم على الهواتف، نقاشات الانتقالات، مشاهد «الترند» على الشبكات؛ كلها تفاصيل يومية. ومع انتشار المحتوى الرقمي، صار المشجع متابعًا خبيرًا بالأرقام والبيانات، لا سيّما مع تزايد التقارير والإحصاءات المتاحة للجمهور.
الأهلي يتصدر المشهد التاريخي والحديث محليًا وقارّيًا: 45 لقب دوري محلي حتى موسم 2024–25، وسجل قياسي غير مسبوق في دوري أبطال أفريقيا بـ 12 لقبًا و26 بطولة قارية إجمالًا، إضافةً إلى ألقاب عالمية برونزية في كأس العالم للأندية. هذه الهيمنة تصنع معيارًا تنافسيًا لكل نادٍ محلي. على الضفة الأخرى، يحتفظ الزمالك بإرث قاري مهم (5 ألقاب دوري أبطال أفريقيا، و5 ألقاب سوبر أفريقي، وتتويجان بكأس الكونفدرالية حتى 2024)، ما يكرّس طول عمر القمة الثنائية.
الدوري المصري اليوم يضم أندية باتت تنافس قاريًا مثل بيراميدز، الذي احتفل مؤخرًا بأول دوري أبطال أفريقيا في تاريخه عام 2025، ليصبح رابع نادٍ مصري يتوّج باللقب بعد الأهلي والزمالك والإسماعيلي—إشارة إلى توسّع قاعدة القدرة التنافسية خارج القطبين التاريخيين.
قصة محمد صلاح من نجريج إلى قمة أوروبا صنعت مصدر إلهام شخصي وجماعي. تأثيره يتجاوز الأهداف والجوائز إلى صورة اللاعب المصري العالمي الذي يحترم قيمه ويقدّم أداءً ثابتًا في أعلى المستويات.
بدأت الرحلة محليًا ثم إلى أوروبا، حتى الوصول إلى ليفربول وصناعة رصيد مذهل تهديفيًا وصناعةً للأهداف. على مستوى المنتخب، سجّل صلاح 59 هدفًا في 104 مباريات دولية بحسب قاعدة بيانات «ترانسفير ماركت» (حتى مايو 2025)، مع حصيلة قوية في التصفيات القارية وتصفيات المونديال.
عودة مصر إلى كأس العالم 2018 جاءت بعد سنوات طويلة من الغياب. ورغم الخروج من دور المجموعات، كانت العودة نفسها حدثًا نفسيًا وجماهيريًا مؤثرًا؛ خسر المنتخب بصعوبة أمام الأوروغواي، ثم أمام روسيا، قبل هزيمة أخيرة أمام السعودية، وسجّل صلاح من علامة الجزاء ضد روسيا.
تحوّل صلاح إلى علامة عالمية؛ رعايات ضخمة، تأثير اجتماعي، وسردية نجاح أصيلة تنعكس على مكانة اللاعب المصري في أعين الأندية والجماهير خارج البلاد. كما أسهم في توسيع قاعدة المتابعين عالميًا للكرة المصرية.
من منظور السمعة، فتحت قصة صلاح أبوابًا أمام لاعبين جدد، ورسّخت ثقة الأندية الأوروبية في السوق المصري، وزادت من متابعة المباريات التي يشارك فيها «الفراعنة» وأنديتهم.
في ظل ثبات قوام المنتخب، يظهر جيل يصنع ذاته في أوروبا والخليج والدوري المحلي. لاعبون في سنّ النضج الكروي يشكّلون امتدادًا طبيعيًا لتجربة صلاح في الخارج.
تريزيجيه جناح فعّال تهديفيًا وصناعةً، يمتلك سجلًا دوليًا قوامه 83 مباراة و22 هدفًا حتى مايو 2025، مع خبرات إنجليزية وتركية وعودة حديثة إلى الأهلي.
مصطفى محمد، مهاجم صاعد بدأ من مدرسة مزمالك (الزمالك) ثم لمع في جالاتا سراي قبل انتقاله إلى نانت؛ يمتلك 48 مباراة و13 هدفًا دوليًا حتى يونيو 2025.
أحمد حجازي، قلب دفاع خبير شارك في الأولمبياد والمونديال 2018، بعد مسيرات إنجليزية وسعودية، وله 88 مباراة وهدفان دوليًا حتى يونيو 2025.
تجربة تريزيجيه الممتدة بين أوروبا ومصر كوّنت لاعبًا يجمع بين السرعة والحسم والالتزام الخططي. أرقامه الدولية (22 هدفًا في 83 مباراة) تعكس قدرة على التسجيل من العمق والجناح الأيسر، وهي قيمة تزداد حين يحتاج المنتخب للاختراق والتسديد من خارج المنطقة.
لأنه يملك مزيج الخبرة القارية (نهائي أمم أفريقيا 2017 و2021) والحضور في بطولات كبرى. هذا التراكم يؤهله ليكون القائد الهجومي الثاني بجوار صلاح، خاصةً حين تُطلب حلول متنوعة أمام الدفاعات المتكتلة.
ميوله للتمركز العكسي والتسديد بالقدم اليمنى من اليسار تمنح المنتخب خيارًا تكتيكيًا يُحرر صلاح أحيانًا إلى العمق أو يسمح بالتبادل بين الجانبين، ما يعقّد مراقبة ثنائي الأطراف على الخصوم.
انطلق من قطاع ناشئي الزمالك، وتأدّب تكتيكيًا في تركيا مع جالاتا سراي حيث نضجت أدواته الهوائية وقدرته على اللعب كهدف ثابت ومحطة للتمرير، قبل أن يواصل رحلته في فرنسا مع نانت. الأرقام الدولية (13 هدفًا/48 مباراة) تمنحه ثقة إضافية مع كل معسكر.
مستوى الضغط الجماهيري والتنافسي في إسطنبول صقل استجابته للمباريات الكبيرة، وزاد من قدرته على اللعب تحت ضغط، وهي ميزة تعكسها مبارياته القارية وتصفيات أفريقيا.
الانتظام في اللعب والأداء في ناديه الحالي مفتاح الارتقاء. وإذا استمر التواصل الجيد مع أطراف هجومية كصلاح وتريزيجيه، سيتحوّل إلى الهداف الأول في مباريات التصفيات المقبلة.
المكانة التاريخية للفراعنة في أمم أفريقيا ثابتة، ومعها تتوالى نجاحات الأندية؛ الأهلي صاحب الرقم القياسي في دوري الأبطال، والزمالك بسجل قاري معتبر، وبيراميدز بباكورة تتويجه القاري عام 2025—كلها علامات تؤكد أن البصمة المصرية ممتدة من المنتخبات إلى الأندية.
المعايير الإدارية، كثافة المواهب، وتجربة الأكاديميات، كلها نماذج قابلة للتكرار. كما أن قوة الدوري المحلي ترفع مستوى الاحتكاك، فتزداد قيمة اللاعب المصري أفريقيًا.
تبدأ القصة من الأحياء والمدارس ومراكز الشباب. هناك يتكوّن الشغف وتظهر الموهبة الأولى. تُقام دوريات محلية وفصول تدريب أساسية، مع مدربين يركزون على المهارة واللياقة والسلوك داخل الملعب. هذا الاتساع في القاعدة يضمن تدفقًا مستمرًا للمواهب عامًا بعد عام، ويمنح الأندية خرائط واضحة لاكتشاف اللاعبين مبكرًا.
تنتقل الموهبة بعدها إلى الأكاديميات المعتمدة. في أكاديميات الأهلي و«الزمالك» وأندية الشركات، يحصل اللاعب على برنامج تدريبي متوازن: فني، بدني، وذهني. تُحدَّد لكل لاعب خطة ترقّي تمر بفئات سنية منتظمة، مع متابعة للإصابات والتغذية والتعليم. وجود فرق ناشئين تنافسية يجعل اللاعب يتعلم المواجهات القوية قبل الوصول إلى الفريق الأول.
تتطور الملاعب وغرف الجيم والتحليل بالفيديو وأجهزة القياس البدني. فرق الإعداد تستخدم البيانات لمراقبة الحمل التدريبي وتحسين القرار: من اختيار التشكيل المثالي إلى إدارة الدقائق في المباريات المتتالية. هذه التفاصيل تمنع الإرهاق وتزيد جودة الأداء طوال موسم الدوري المصري الممتاز.
حين يبرز لاعب في الدوري، تتسع أمامه بوابة الاحتراف. التنسيق بين الأندية ووكلاء اللاعبين، وبرامج اللغة والاندماج، يساعد المواهب على الانتقال السلس إلى أوروبا أو الدوريات العربية القوية. يعود هذا الاحتكاك بالنفع على المنتخب وعلى الأندية التي تعيد استثمار العائد المالي في القاعدة.
الشراكات التجارية والبث التلفزيوني والرعايات تموّل الدورات السنية والمنشآت. لوائح أكثر وضوحًا، وتقويم مباريات منظم، ومبادرات تُعزّز كرة القدم النسائية، كلها عناصر تجعل المنظومة أشمل وأقدر على إنتاج أجيال متعاقبة تقود القمة بثبات.
إنجازات مصر وامتدادها القاري يجعلها مرجعًا عربيًا. تتنافس المنتخبات العربية اليوم بصورة أوسع في البطولات القارية والعالمية، مستفيدةً من خبرات نجوم «الفراعنة» وتجارب أنديتهم.
ارتفاع الجودة في شمال أفريقيا والخليج يرفع مستوى مواجهات الأندية والمنتخبات، ويغذي ذلك رغبةً جماهيرية كبيرة في المنطقة.
وجود أسماء راسخة مثل حجازي وصلاح، مع جيل صاعد مثل تريزيجيه ومصطفى محمد، يخلق مزيجًا صحيًا بين الانضباط التكتيكي والحلول الفردية.
الطموح الواقعي هو حضور قوي في تصفيات كأس العالم 2026، مع تحسين جودة الأداء في الأدوار الحاسمة والاعتماد على عمق الدكة.
مدارس الناشئين المحلية تمنحنا أملًا بمفاجآت جديدة؛ ومع المزيد من الاحتراف الخارجي، ستكبر شبكة الخبرات التي يعود بها اللاعبون إلى المنتخب.
مهاجمون في طور النضج يملكون القوة البدنية واللمسة الأخيرة.
أجنحة سريعة قادرة على التحرك بين الخطوط وصناعة الفارق بالتسديد.
قلوب دفاع تملك تمركزًا عاليًا وبناء لعب هادئ من الخلف.
ملاحظة: حددنا هذه المحاور لأن خريطة المنافسة الأفريقية تتطلب عمودًا فقريًا قويًا وسرعات على الأطراف.
الالتزام بخطط واضحة في المباريات الخارجية، واستغلال الفرص على الأرض، مع إدارة ذكية للكتلة الهجومية في المباريات المتوازنة، سيصنع الفارق في صراع المقاعد الأفريقية المؤهلة.
بالمحافظة على استقرار الجهاز الفني، واستمرار ضخّ المواهب من الدوري المحلي إلى أوروبا والخليج، مع تثبيت هوية لعب مرنة تحترم قيمة النجوم وتمنح الأدوار لبدلاء جاهزين.
الأرقام التالية محدثة حتى منتصف 2025 وفق قواعد بيانات إحصائية موثوقة، وقد تختلف بتحديثات لاحقة.
|
اللاعب |
أهداف دولية (المنتخب) |
تمريرات حاسمة (تقريبي) |
أبرز الأندية |
أهم الإنجازات |
|
محمد صلاح |
59 |
≈ 34 |
ليفربول، روما، تشيلسي |
أفضل لاعب أفريقي، عودة مصر لمونديال 2018 |
|
تريزيجيه |
22 |
≈ 11 |
أستون فيلا، قاسم باشا، الأهلي |
وصيف أمم أفريقيا 2017 و2021، مساهم بارز في التصفيات |
|
مصطفى محمد |
13 |
≈ 5 |
الزمالك، جالاتا سراي، نانت |
بطل أمم أفريقيا تحت 23 (2019)، مهاجم أساسي للمنتخب |
|
أحمد حجازي |
2 |
— |
ويست بروم، الاتحاد، منتخب مصر 2018 |
ضمن فريق البطولة في «كان 2017»، ركيزة دفاعية |
المراجع الإحصائية: صلاح (59/104)؛ تريزيجيه (22/83)؛ مصطفى محمد (13/48)؛ حجازي (2/88).
سجلُّ مصر في أمم أفريقيا، وإرث الأهلي والزمالك قارّيًا، واللقب القاري الحديث لبيراميدز—all عوامل تجعل التجربة المصرية نموذجًا يُدرس في القارة لربط الأكاديميات بالفريق الأول، وربط الدوري المحلي بالمجد القاري.
كلما حافظت الأندية المصرية على تنافسها القاري، ازدادت معايير الجودة في أفريقيا. هذه العدوى الإيجابية تُسرّع تطور دوريات أخرى، وتزيد من قيمة المواهب الأفريقية في السوق العالمي.
يتصدّر الأهلي سلّم البطولات المحلية والقارية، ويُصنَّف ضمن أكثر الأندية تتويجًا في العالم، فيما يحتفظ الزمالك بموقع النخبة قاريًا مع سجل ألقاب كبير. ومع تتويج بيراميدز قاريًا، اتسع «نادي الأبطال» المصري في أفريقيا، مؤكدًا أن القمة ليست محجوزة لفريقين فقط.
اليوم، تبدو كرة القدم في مصر في ذروة شعبية جديدة؛ تاريخٌ عريق يُغذّي الحاضر، وحاضرٌ مليء بالنجوم يفتح طريق المستقبل. من محمد صلاح كأيقونة عالمية، إلى تريزيجيه الجناح الحاسم، ومصطفى محمد المهاجم المنضج، وأحمد حجازي القائد الدفاعي—تملك مصر مزيجًا متوازنًا من الخبرة والحيوية. وفي مشهدٍ محليّ قوي تقوده قمة الأهلي و«الزمالك»، ومع توسع قاعدة التتويج القاري لتشمل بيراميدز، تتعزّز ثقة الجمهور بأن الطريق إلى 2026 وما بعده واضح: استثمار في القاعدة، استمرار الاحتراف الخارجي، وهوية لعب مرنة تحترم التقاليد وتبتكر من أجل الغد.