النسخة الكاملة

هل العنف الجامعي يطلّ برأسه من جديد؟

الأحد-2025-10-19 09:51 am
جفرا نيوز -
نسيم عنيزات

إنّ مشاهد المشاجرة في أمّ الجامعات الأردنية التي شاهدها المواطن الأردني والناس في الخارج من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تُسيء للتعليم وتعكس صورة غير حقيقية عن بلدنا ومجتمعنا.

إنّ الحالة التي عاشتها الجامعة الأردنية الأسبوع الماضي أعادت ذاكرتنا إلى سنوات ماضية كان فيها العنف الجامعي أشبه بظاهرة لم تسلم منه معظم الجامعات الأردنية.

وقد أرَّقت هذه الحالة المجتمع بأسره، وعقد من أجلها الباحثون والمسؤولون والمهتمون عشرات المحاضرات والندوات، كما تم تنظيم المؤتمرات وتكثيف اللقاءات لمعالجة ظاهرة العنف الجامعي التي أسفرت عن العشرات بل المئات من التوصيات، واعتقدنا معها بأننا قد غادرنا مربعها.

لنتفاجأ بما حدث مؤخرًا في الجامعة الأردنية وكأنّ العنف يطلّ برأسه من جديد.

الأمر الذي يستدعي الوقوف على الأسباب قبل القرارات، ومعرفة الدوافع لهذه السلوكيات التي تضرّ بالمجتمع بأكمله وتُخلّف آثارًا سلبية على صورة التعليم في الأردن وحالة جامعاتنا، الأمر الذي سينعكس حتمًا على رغبة الدول في إيفاد أو ابتعاث طلبتها للدراسة في جامعاتنا، وقد مررنا بهذه الحالة كثيرًا بعد أن ألغت بعض الدول اعتماد بعض جامعاتنا.

لذلك فإننا نعتقد بضرورة إعادة النظر بأسس القبول، وأن يصبح المعدّل هو المعيار الوحيد في هذه العملية دون أيّ استثناءات، ومن بعدها تتم عملية الابتعاث، أي بعد حصول الطالب على مقعد جامعي يحقّ له الحصول على البعثة من الجهة المعنية ضمن الشروط والأسس التي تضعها جهة الابتعاث.

ولا بدّ أيضًا من مراعاة الجغرافيا ومكان سكن الطالب بحيث يُقبل في أقرب جامعة لمكان سكنه، خاصةً أنّ جامعاتنا الرسمية منتشرة في جميع محافظات المملكة.

وقبل كلّ شيء، فإنّ البيئة تلعب دورًا مهمًّا في السلوك والأفعال، لذلك لا بدّ من المراقبة والتوعية المستمرة، وإيجاد أرضية تساعد على الاشتباك والاندماج بين الطلاب من خلال النشاطات اللامنهجية ذات الفعالية والبرامج الهادفة.

كما أنّ تغليظ العقوبات وعدم التهاون فيها أو التراجع عنها نتيجة ضغوط الواسطة والمحسوبية أصبح ضرورة، لأنها تُشكّل حالة ردعٍ للكثيرين كما تحدّ من العنف والشجار، خاصةً إذا ما شعر الجميع بأنّ الواسطة والمسؤولية ليس لهما مكان هنا ولن تمنعا عنهم العقوبة.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير