جفرا نيوز -
نسيم عنيزات
سواء كنا على الطاولة أو نراقب حركتها، ونسمع ضجيجها وما يصدر عنها من نتائج ومخرجات، فالمهم كيف نتعامل ونتشابك معها بما يخدم مصلحتنا الوطنية ورؤيتنا المستقبلية، وكذلك ثوابتنا العربية بإقامة الدولة الفلسطينية التي تفضي إلى السلام وإنهاء الصراع الدائر في المنطقة منذ وعد بلفور المشؤوم.
ومع أننا لم نكن خارج الدائرة وما يجري بداخلها، إلا أنه علينا الآن أن نتعامل مع النتائج وننخرط مع كل المخرجات التي تضمنتها خطة الرئيس الأمريكي رونالد ترامب على الصعيدين الداخلي والخارجي، بما يمنحنا وقتًا من الراحة بعد سنتين عجاف عاشها وطننا والمنطقة.
إن الهدنة أو وقف الحرب والإبادة الجماعية، سمِّها ما شئت، هشة كانت أو كم ستصمد، فإننا كنا بأمسِّ الحاجة إليها لإعادة حساباتنا ولملمة أوراقنا التي توزعت وانتشرت بأكثر من اتجاه وصعيد.
لقد عاش أبناء وطننا حالة من الخوف والقلق على بلدهم ومستقبلها في ظل الغطرسة الصهيونية وحالة اليأس والروح الانهزامية التي تبناها البعض وحاول زراعتها في بعض العقول، مما أنتج حالة من الانقسام بين أبناء المجتمع، مدفوعة بالتخوين والتشكيك حتى وصل الأمر إلى الاختلاف على الثوابت والأولويات.
مما يستدعي إدارة كاملة ودراسة جدية للحالة التي عشناها، والغوص في دوافعها وأسبابها، والبحث عن حلول لها، مستفيدين من حالة الهدوء الحذر في المنطقة.
كما أننا كنا بحاجة إلى هذا الوقت الذي علينا استغلاله والاستفادة من كل لحظاته لإعادة النظر بعلاقاتنا ومواقفنا الدولية بما يخدم مصالحنا ويُنوِّع خياراتنا.
إن الأحداث التي مرت بها المنطقة، خاصة في السنتين الأخيرتين، أفرزت خيارات وأنتجت تحالفات وأرسلت رسائل حول أشكال وخرائط جديدة في طريقها إلى التشكل، كما كشفت نوايا وحقائق كثيرة علينا مراجعتها ومناقشتها والبحث عن بدائل بما يخدم مصالحنا ويدعم أوراقنا للعب بها والاستفادة منها عند الحاجة، حتى تمرّ الغُمّة التي تعيشها المنطقة بسلام إن شاء الله، في ظل إدارة أمريكية لا يعرف أحد بماذا تفكر وأين تريد أن تصل.