جفرا نيوز -
خرج منتخب الأردن بالعديد من الإيجابيات والسلبيات خلال المباراة الودية الدولية التي خسرها مساء أمس الجمعة، أمام بوليفيا 0-1 على هامش معسكره التدريبي الذي أقامه في تركيا استعدادا لكأس العرب ونهائيات كأس العالم 2026.
وكان بإمكان منتخب الأردن الخروج بنتيجة التعادل على أقل تقدير، ولولا أن الدقيقة الأخيرة من المباراة شهدت هدف الفوز لبوليفيا عندما لمح ماثيوس، حارس المرمى يزيد أبو ليلى متقدما عن مرماه ليسدد كرة متقنة سكنت شباكه.
وحاول جمال سلامي مدرب منتخب الأردن ضرب عصفورين بحجر واحد، تجربة اللاعبين ومعاينة قدراتهم ومدى الاستفادة منهم مستقبلاً، وتحقيق نتيجة إيجابية؛ لكنه لم ينجح في تحقيق الهدفين معا.
ونسلط في هذا التقرير الضوء على المكتسبات التي خرج بها منتخب الأردن في هذه المباراة والسلبيات التي ظهرت على فترات، وذلك وفقاً للتالي:
منتخب الأردن يظهر بتشكيلة غير مسبوقة
منذ تسلم جمال سلامي دفة القيادة خلفا لمواطنه الحسين عموتة، والجميع يطالبه بضرورة تعزيز الخيارات البشرية لديه وتجنب الاستمرار بالاعتماد على 14 لاعبا، وذلك من خلال منح فرصة اللعب لأكثر من وجه جديد.
ويبدو أن سلامي استجاب هذه المرة للآراء التي تطالبه بتجربة لاعبين جدد، حيث دفع بتشكيلة ضمت لاعبين يخوضون لأول مرة مباريات مع منتخب النشامى، ومنهم من سبقت له المشاركة لكن بدلاء.
ومن هذه التجربة، استطاع جمال سلامي أن يعاين قدرات أكثر من لاعب عن كثب ومعرفة إذا كان سيخدمه مستقبلاً أم لا، ويبدو أن الظهير الأيمن عصام السميري يعد أحد أبرز مكاسب المباراة حيث كشف اللاعب عن إمكانات هجومية ودفاعية مميزة، من شأنها أن تضيف المزيد لمنتخب النشامى.
وجرّب سلامي من الأوراق الجديدة عبد الله خالد عوض الذي أبدى حضورا طيبا؛ لكنه بحاجة لمزيد من الفرص لينخرط بالمنظومة الهجومية.
وأثبت نور بني عطية حارس المرمى أنه مكسب آخر ومهم لمنتخب النشامى، حيث تصدى لأكثر من انفراد وتألق وتصدى ببسالة لتسديدات قوية بفضل تركيزه الكبير وردة فعله المثالية لينقذ مرماه في أكثر من مرة من أهداف محققة.
غياب الانسجام أثر على جودة الأداء ونتيجة المباراة
كان من الطبيعي أن يدفع جمال سلامي ثمنا للدفع بتشكيلة جديدة لم يسبق أن لعب بها، حيث انعكس ذلك سلبيا على جودة الأداء العام لمنتخب الأردن في مختلف مراكز اللعب.
وأثرت التغييرات على عمل المنظومة الدفاعية لمنتخب الأردن، فالثغرات في ملعبه كانت واضحة، وسوء تمركز مدافعيه الذين يلعبون معا لأول مرة سمح لمنتخب بوليفيا بتهديد المرمى أكثر من مرة.
وكذلك كان لهذه التغييرات الكبيرة أثر سلبي على عمل المنظومة الهجومية لمنتخب الأردن من حيث انتشار اللاعبين وتناغمهم وتبادلهم للأدوار، الأمر الذي أثر على فاعلية هجماته بشكل ملحوظ.
وتعرّض منتخب الأردن في المباراة لضربتين قاسيتين، إثر إصابة مهاجمه إبراهيم صبرة في الدقيقة 20، وحارس مرمى نور بني عطية الذي تم تبديله في الدقيقة 70.
لا شك أن جمال سلامي بالغ كثيرا عندما قام بتغيير شامل لتشكيلة منتخب الأردن، فالمطالبة بمنح بعض اللاعبين فرصة المشاركة لا تعني بالضرورة نسف التشكيلة الرئيسة المعتادة.
وكان بالإمكان لجمال سلامي أن يضرب عصفورين بحجر واحد لو تعامل مع المباراة بشكل أفضل، كأن يكتفي على سبيل المثال بالدفع بثلاثة وجوه جديدة في الشوط الثاني، ومنح الفرصة لوجوه أخرى في الشوط الثاني، وبما يضمن له المحافظة على هيكل المنتخب وقوته، والخروج في النهاية بنتيجة إيجابية تجنبه الخسارة كي لا تؤثر على التصنيف الدولي لمنتخب النشامى.