النسخة الكاملة

النجداوي.. هل ينجح بإعادة هيكلة رئاسة الوزراء؟

الأربعاء-2025-10-08 02:41 pm
جفرا نيوز -
محمد علي الزعبي

إعادة هيكلة رئاسة الوزراء ليست مجرد ترتيب إداري، بل تحوّل بنيوي في أسلوب إدارة الدولة. هذه الخطوة تمثل اختبارًا لإرادة الإصلاح، والقدرة على الانتقال من بيروقراطية تقليدية إلى إدارة فاعلة، قائمة على الكفاءة والمساءلة، لا الولاء والعلاقات.

توجه دولة الرئيس الدكتور جعفر حسان يعكس إدراكًا عميقًا بأن الإصلاح يبدأ من الداخل، عبر بناء منظومة واضحة في البيت الداخلي للرئاسة، قادرة على تفكيك التراكمات، وتعزيز سرعة القرار، ورفع كفاءة الأداء. هذه الرؤية تعني أن الهيكلة ليست هدفًا بحد ذاتها، بل وسيلة لترسيخ إدارة رشيدة، تعيد الثقة بالمؤسسات وتضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار.

ولعلّ جمال هذه المرحلة أنها ليست مجرد ترتيب للهيكل الإداري، بل هي دعوة لإعادة تعريف العلاقة بين الدولة والمواطن. فكل إصلاح في جوهره رسالة تؤكد أن الإدارة ليست هدفًا بحد ذاتها، بل أداة لبناء مستقبل أفضل. هنا تكمن الأهمية الحقيقية للهيكلة، إذ تتحول إلى لحظة تاريخية تُسجّل في ذاكرة الوطن، إذا ما رافقتها إرادة صادقة، وخطوات واضحة، ورؤية تُترجم إلى واقع ملموس. إنّ القارئ، وهو يتابع هذا التحول، لا يبحث فقط عن خبر إصلاحي، بل عن معنى جديد للدولة، ونموذج جديد للعمل العام، يجعل من الكفاءة معيارًا للحكم، ومن الإنجاز عنوانًا للمسيرة.

التحدي الحقيقي يكمن في مواجهة المحسوبيات وشبكات النفوذ، وتأكيد أن التعيين يجب أن يكون على أساس الكفاءة لا الانتماء. النجاح هنا يقاس بمدى قدرة القيادة على تحويل الرئاسة من إدارة بروتوكولية إلى بيت تفكير وقيادة وطنية.

في تقديري، ما يجري اليوم هو فرصة وطنية حقيقية، تتطلب إرادة حقيقية ودعمًا مستمرًا، وأعتقد بأنه سيضع عبداللطيف النجداوي بصمته، مؤكّدًا أن إرادة الإصلاح تقاس بالقرارات لا بالكلمات، وأن المستقبل يحتاج إلى قيادة عصرية، قوية، وواثقة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير