النسخة الكاملة

خطة ترامب.. استسلام أم إنقاذ للاحتلال ونتنياهو

الخميس-2025-10-02 10:46 am
جفرا نيوز -
محمود خطاطبة
makhatatbh@gmail.com

خطة بدايتها "مجلس سلام"، برئاسة عميد الشر العالمي، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مرورًا بعضوية "مُدمر" العراق وأفغانستان، وكذلك فلسطين بما يُعرف بـ"رباعيته الدولية"، رئيس وزراء المملكة المُتحدة الأسبق، توني بلير، أو المُساهم الأكبر في ذلك، انتهاء بالاصطفاف إلى جانب المُتطرفين القتلة، وإهداء مُجرمي الحرب الصهاينة، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، نصرًا على حساب أطفال ونساء وشيوخ، وأراض ليس للصهانية أو غيرهم أي حق فيها.

كُل ذلك يدل على أننا أمام خطة عبارة عن "محض" استسلام، أو تجبر وتكبر من قبل الطرف "الأقوى"، دنيويًا، ضد طرف ضاق الأمرين، وقدم ما قدم من تضحيات جسام، وتعرض لمذبحة متواصلة على مدار عامين، على يد آلة البطش الصهيونية، أمام مرأى العالم.

خطة ترامب، إمعان في فرض أوامر أو تعليمات، الخاسر الوحيد فيها هم أبناء المنطقة، وما يؤكد ذلك ما تفوه به رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، "يُمكن لإسرائيل والولايات المُتحدة تغيير وجه الشرق الأوسط".. تلك جُملة توحي بأننا ليس لنا شأن يُذكر، أو حتى خاطر يؤخذ لنا.  

وقد تكون هذه "الخطة"، هي عملية إنقاذ لراعي الإرهاب، نتنياهو، لحمايته من مُذكرات اعتقال بحقه ووزير حربه السابق، يوآف غالانت، التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في الواحد والعشرين من شهر تشرين الثاني 2024، بتهم "ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

أم أن خطة ترامب، عبارة عن منظومة مُتكاملة، خُططت بـ"خُبث"، وبشكل صحيح سليم على نار هادئة، من أجل "فرملة" عمليات "تسونامي" دولية، للاعتراف بدولة فلسطينية، بُغية وقف هذه "العدوى"، التي تتزايد من خلالها عمليات "الاعتراف".. فهؤلاء يخشون ويخافون من ذلك، حتى لو كان هذا "الاعتراف" ورقيًا، أو كانت الدولة منزوعة الدسم بلا حدود، أو حتى ملامح حدود.

أم أن خطة ترامب، هدفها إعطاء مُهلة للكيان المسخ، من أجل الإفراج عن الرهائن، وبالتالي تحقيق نصر، أمام أهالي الأسرى والشارع "الإسرائيلي" حتى لو كان مُزيفًا، ومن ثم تجميع قواته من جديد، والانقضاض مُجددًا، على ما تبقى من أرواح بريئة ليس في قطاع غزة فقط، وإنما في أكثر من منطقة عربية، لكن هذه المرة بلا أي رحمة أو إنسانية أو أخلاقية.

ومن يُشكك بهذه الكلمات، يتوجب عليه أن يُراجع التاريخ، ولو على الأقل التاريخ الحديث، فعام النكبة لم يُنس بعد، وآثاره ظاهرة بشكل واضح للجميع.. فنحن أمام مذبحة جديدة، لن يسلم من شررها أي عربي بعد الآن، أما المُنظمات الدولية فستكون شاهدة صمت على ذلك، وفي حال انتابها شعور بالجُرأة، فإنها حتمًا ستكتفي بتنديد أو استنكار.

خُلاصة القول، أن خطة ترامب، وبعيدًا عن أنها لم تُنصف الطرف المظلوم (غزة)، لا بل ووقفت بكُل غطرسة مع الطرف الظالم (الكيان المسخ)، أو قُل لإنقاذ دولة مارقة من السقوط، وإن كان ذلك صحيحًا، إلا أن لها أهداف أُخرى، أحلاها سيكون علقمًا بالنسبة للعرب بشكل عام، والفلسطينيين بشكل خاص.

فلينظر العرب ماذا جنوا من مُعاهدات السلام مع الكيان المسخ، بدءًا من العام 1979، مرورًا بالعام 1994، انتهاء بالعام 2025، حيث ينتظرون التوقيع على اتفاقية أو خطة بشأن غزة.. ذلك أمر يعني أننا نسينا أو تناسينا ما اُحتل من أراض عربية في العام 1967، وأصبح شاغلنا الأهم هو غزة فقط، وتلك هي أساليب الاحتلال الإسرائيلي، يحتلون أرضًا جديدة، ثم يبدأون التفاوض عليها، أما اُحتل سابقًا، فكأنه أصبح حقًا لهم.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير