جفرا نيوز -
لم يمض من عمر دوري المحترفين سوى 8 جولات، حتى شهدت المسابقة إحدى أكثر الفترات سخونة على مستوى مقاعد التدريب، بعد أن أصبح المدير الفني لفريق الأهلي بشار بني ياسين سادس المدربين الذين ودعوا مقاعدهم منذ انطلاق الموسم، في مشهد بات يثير القلق والجدل على حد سواء.
الإقالات بدأت، بإبعاد العراقي حسين كاظم عن تدريب السرحان، تلتها إقالة جمال أبو عابد من قيادة الفيصلي، ثم التونسي قيس اليعقوبي، والصربي داركو نيستوروفيتش من الوحدات، وصولا إلى إقالة عامر عقل من الجزيرة، قبل أن يلتحق بني ياسين بركب المقالين، ليكون "الضحية السادسة" في أقل من ثلث الموسم.
اللافت أن 3 من هؤلاء المدربين أبو عابد، اليـعقوبي وبني ياسين كانوا أشرفوا على فرقهم منذ الموسم الماضي، وشاركوا في اختيار الصفقات المحلية والأجنبية، وقادوا مرحلة الإعداد للموسم الحالي، وهو ما يضاعف علامات الاستفهام حول أسباب التغيير المفاجئ. أما عامر عقل وحسين كاظم، فقد غادرا رغم تعاقداتهما منذ بداية الموسم، ما يعكس حالة عدم الاستقرار الفني لدى إدارات الأندية.
ولم تسلم الأسماء الأجنبية من "سيف الإقالات"، إذ شملت القائمة 3 مدربين أجانب هم: اليعقوبي، داركو وكاظم، وهو مؤشر إضافي على أن التغيير لم يكن مرتبطا فقط بالمدربين المحليين، بل "بمزاج إداري وجماهيري مضغوط"، يبحث عن النتائج السريعة.
الإقالات المتلاحقة لم تقتصر آثارها على الجانب الفني، بل حملت إدارات الأندية أعباء مالية كبيرة في وقت تعاني فيه أغلب الأندية من أزمة مالية خانقة، فسداد الشرط الجزائي ورواتب المدربين الذين تم فسخ عقودهم، يشكلان ضغطا إضافيا على ميزانيات الأندية، وقد ينعكسان سلبا على خطط التعاقد مع لاعبين جدد أو تحسين البنية التحتية.
هذه الإقالات المبكرة جدا، تدعو إلى طرح تساؤل حول إمكانية المزيد من الإقالات كما حصل في المواسم الماضية، وخصوصا الموسم الماضي الذي شهد رقما قياسيا وغير مسبوق في عدد التغييرات التي طالت الأجهزة الفنية.
ومن بين 12 فريقا شاركت في دوري المحترفين الموسم الماضي، قامت 10 منها بإجراء تغييرات فنية على مستوى المدربين.
ويرى مراقبون، أن هذه القرارات أحيانا تكون ظالمة للمدربين الذين لم يحصلوا على الوقت الكافي لبناء فرقهم أو تطبيق أفكارهم الفنية، خصوصا في ظل ضغوط مباريات الدوري وكثرة الغيابات والإصابات، ما يجعل الحكم على المدرب مبكرا وغير عادل.
وأجمعوا على أن المشكلة تكمن في غياب لجان فنية محترفة داخل الأندية تكون مهمتها رسم استراتيجية واضحة للموسم وتقييم عمل الجهاز الفني وفق معايير موضوعية، بعيدا عن الضغوطات الجماهيرية وردود الفعل السريعة.
ويبقى السؤال المطروح: هل تشهد الجولات المقبلة مزيدا من التغييرات على مقاعد المدربين أم أن الأندية ستبدأ مرحلة مراجعة شاملة، تضمن استقرار العمل الفني على المدى الطويل؟.