النسخة الكاملة

مشاكل فنية في الوحدات.. الآسيوية “صعبة قوية” وتحتاج التركيز

السبت-2025-09-13 12:30 pm
جفرا نيوز -
خرج فريق الوحدات بفوز مهم من الناحية المعنوية عندما تغلب بشق الأنفس على الجزيرة وبهدف وحيد أمس الجمعة، في الجولة السادسة من بطولة دوري المحترفين.

ولم يقدم "المارد الأخضر" الأداء المقنع في هذه المباراة، ولو وفّق الجزيرة في ترجمة ما أتيح له من فرص لكانت النتيجة قد انتهت بغير ذلك.

ولا ينبغي أن يغطي الفوز على الأخطاء الكبيرة والفادحة التي لازمت أداء لاعبي الوحدات أمام الجزيرة، حيث لا بد من تداركها سريعاً قبل أن يحل الفريق ضيفاً على المحرق البحريني الأربعاء المقبل في الجولة الأولى من دوري أبطال آسيا 2.

ونقدم في هذا التقرير، 4 ملاحظات لفريق الوحدات بهدف التنبه لها والعمل على معالجتها قبل مواجهة المحرق البحريني.


انتشار عشوائي للاعبي الوحدات 

يحتاج فريق الوحدات إلى تنظيم أكبر داخل أرضية الملعب من حيث انتشار لاعبيه، فالفراغات والمساحات بين خطوط اللعب تبدو كارثية، وكاد الجزيرة أن يستغلها أكثر من مرة، حيث كانت هجماته المضادة تتم بيسر وبلا أدنى عناء وتشكل الخطورة المطلوبة على مرمى حارسه أحمد عرباش.

ومن الحالات التي تبرهن حقيقة ما سبق، عندما شنّ قائد الجزيرة ياسين البخيت (36 عاماً) هجمة مرتدة من ملعب فريقه ومضى بها إلى أن وصل مشارف منطقة جزاء الوحدات، حيث لم يجد في طريقه من يحاول إيقافه، وهي هجمة كادت أن تثمر عن هدف عبر البديل محمود جمال.

وكشفت المباراة أن التفاهم بين لاعبي الوحدات عند بناء الهجمة كان شبه معدوم، فعندما كان يصل الفريق إلى منطقة جزاء الجزيرة، كان يشعر بالتوهان فتنقطع الكرة من أقدام لاعبيه بسهولة لسوء في تصرفهم الناتج عن ضعف الإسناد وغياب التفاهم وانعدام الرؤية الهجومية للفريق.

وأظهرت المباراة أن فريق الوحدات لا يمتلك أساليب هجومية واضحة وناضجة، حيث يتحمل ذلك المدرب داركو، فمثلاً كانت ميزة التسديد عن بعُد مفتاح فوزه في اللقاء السابق على الرمثا في بطولة الدرع، لكن في مباراة الجزيرة اختفت هذه الميزة، في حين كانت الكرات العرضية لا تجد من يتابعها وخاصة في الشوط الأول.

ومن الملاحظات كذلك أن "المارد الأخضر" يفتقد بشكل كامل لعمقه الدفاعي نتيجة سوء تمركز لاعبيه وتداخل أدوارهم بصورة عشوائية بدليل (رأسية إبراهيم الجوابرة وفرصة محمود جمال) وكلاهما استثمر الكرة بكل يسر من بين المدافعين.


صالح راتب.. القائد الصامت

يعتبر صالح راتب أحد أهم ركائز الفريق وأفضلهم خبرة ورؤية ومهارة داخل أرضية الملعب، لكنه منذ تسلم شارة القائد قبل مباراتين نتيجة إصابة فراس شلباية، ما عاد يقاتل على الكرة كما كان في السابق، فهو يلعب بصمت، وبالكاد تشعر بوجوده داخل أرضية الملعب.

صالح راتب يحتاج لتوجيه من الجهاز الفني بقيادة البوسني داركو، فحمل شارة القائد ينبغي أن تزيد من دافعية اللاعب على العطاء داخل أرضية الملعب وقتاليته على الكرة، وتتطلب منه القيام بدور أكثر فاعلية في توجيه زملائه وخاصة عامر جاموس الذي كان بمثابة الحاضر الغائب في المباراة، وتكشّف الوحدات في أكثر من مرة من عمق منطقة خط الوسط.

وثمة من يبرر أن صالح راتب الذي ظهر كقائد صامت في أرضية الملعب، يحاول اختزال مجهوده قدر الإمكان حتى يكون قادراً على إكمال المباراة حتى نهايتها، ولا سيما أنه منذ موسمين لا يستطيع لعب مباراة كاملة رغم أنه ما يزال في عمر الـ 30.



مدرب الوحدات داركو وغياب الرؤية الفنية

لم يكن البوسني داركو ورغم الفوز، موفقاً في التبديلات التي أجراها في المباراة، فهو في أول تبديلين سحب العُماني منذر العلوي والفلسطيني وجدي نبهان رغم أن هذا الثنائي من حيث الإمكانات والقدرات يعتبر الأفضل مقارنة مع لاعبي الوحدات.

وكان من الأفضل لداركو القيام بسحب أحمد ثائر الذي يلعب كقلب دفاع حيث لم يكن في يومه وظهر أنه يعاني من ضعف واضح في عملية الارتقاء والالتحام مع المهاجمين، ونقل الفلسطيني وجدي نبهان صاحب الطول الفارع ليلعب في مكان ثائر كقلب دفاع، ثم يُعيد مصطفى كزعر لمركزه الأصلي مكان نبهان كظهير أيسر، ويدخل بمهند سمرين ليشغل مركز الجناح الأيسر أو أحد الشباب من الدكة.

والغريب أن داركو لا يعالج الأخطاء أثناء عملية اللعب، حيث ارتكب لاعبوه أكثر من خطأ وبمختلف خطوط اللعب ومع ذلك بقيت الأخطاء تتكرر دون تدخل مؤثر.



مهند سمرين ومراجعة الحسابات

ما يزال الجهاز الفني بقيادة داركو عاجزا على إيجاد حل للتشتت الذهني الذي يمر به نجم الفريق مهند سمرين الذي توج الموسم الماضي هدافًا للدوري.

وتوسمت جماهير "المارد الأخصر" الخير، عندما دفع داركو بمهند سمرين مع انطلاق الشوط الثاني، بيد أن اللاعب كان عبئاً على الفريق، حيث لم ينجح في تشكيل الخطورة المطلوبة وانقطعت منه الكرة في أكثر من مرة، وكان يبحث عن ضربة جزاء أكثر من بحثه عن تسجيل هدف، ليحصل في النهاية على بطاقة صفراء مستحقة جراء "التمثيل" المتواصل في السقوط داخل منطقة الجزاء.

مهند سمرين، لاعب مهم ومؤثر، والفريق سيكون بحاجة ماسة لجهوده في دوري أبطال آسيا 2، لذلك لا بد من الجلوس معه وإسداء النصيحة المناسبة له من قبل الجهاز الفني والإداري، ولا سيما أن رغبته في الاحتراف الخارجي لن تتحقق طالما واصل الظهور بهذا المستوى المتواضع فنياً وبدنياً وذهنياً، وخروجه كذلك من قائمة منتخب النشامى مؤخراً كافية لتفرض عليه إعادة حساباته.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير