النسخة الكاملة

ايجابيات وسلبيات " النشامى" بين التعزيز والتصويب

الخميس-2025-09-11 10:37 am
جفرا نيوز -
بعيدا عن النتائج الرقمية، خرج المنتخب الوطني لكرة القدم بفوائد متنوعة من المباراتين الوديتين اللتين لعبهما في فترة التوقف الأخيرة أمام منتخبي روسيا والدومينيكان، وسيتم العمل عليها من قبل الجهاز الفني بقيادة المغربي جمال سلامي خلال فترات التوقف الدولية المقبلة، والمباريات الودية مع منتخبات عالمية، وصولا إلى أفضل مراحل الإعداد والتحضير للمشاركة التاريخية في مونديال 2026.

وظهر لاعبو "النشامى” في المواجهة الأولى أمام المنتخب الروسي بصورة فنية جيدة، وحرص المنتخب المستضيف على استغلال عاملي الأرض والجمهور خصوصا في الشوط الأول، قبل أن يساهم تراجع اللياقة البدنية في مجريات الشوط الثاني بانخفاض الأداء العام وتعرض المنتخب لهجوم روسي متواصل، وهو ما أظهر تألق الحارس يزيد أبو ليلى، مقابل بروز أخطاء دفاعية في منظومة المنتخب تحتاج إلى التصويب والمعالجة من قبل الجهاز الفني، بقيادة سلامي.

وكسب النشامى من خلال المواجهة الروسية إشادة دولية ومتابعة من قبل المنتخبات المتأهلة للمونديال أو تلك التي تقف على أعتاب التأهل، حيث جرى رصد أداء لاعبي المنتخب تحسبا لقرعة البطولة التي تسحب يوم الخامس من كانون الأول (ديسمبر) المقبل.

ويمكن اعتبار الفوز على منتخب الدومينيكان إيجابيا، من حيث تحسين التصنيف الدولي المقبل، لكن المحصلة الفنية بدت أضعف من مباراة المنتخب الروسي، إذ لم يظهر المنتخب الضيف بالصورة التي تخدم التجربة المرجوة أو تضيف خبرات حقيقية للاعبي النشامى على الصعيدين الدفاعي والهجومي؛ فكان وصوله لمرمى أبو ليلى خلال دقائق اللقاء محدودا وغير مؤثر، بينما في الجانب الدفاعي، اختبر لاعبو النشامى الحارس في مشاهد كثيرة خصوصا في التحولات السريعة، كما طغى التسرع على الأداء الهجومي وأُهدرت فرص عديدة.

ومن الإيجابيات التي سجلت للمرة الأولى منذ عام ونصف تقريبا، نجاح المنتخب الوطني في الحفاظ على نظافة شباكه في تجمع دولي خلال مباراتين متتاليتين؛ إذ تعود آخر مرة لم يستقبل فيها المنتخب أهدافا في مباراتين إلى شهر آذار (مارس) من العام الماضي، عندما واجه منتخب باكستان ذهابا وإيابا في الدور الثاني من تصفيات كأس العالم، وفاز حينها بثلاثية نظيفة في المباراة الأولى، وبسبعة أهداف دون رد في الثانية.

وإضافة إلى هذه الإيجابيات، برزت بعض السلبيات التي يأمل المتابعون في معالجتها، فقد أشار سلامي في حديثه لوسائل الإعلام قبل مواجهة الدومينيكان إلى احتمالية إجراء تغييرات على العناصر الأساسية، إلا أن الجماهير تفاجأت بالثبات على التشكيلة التي خاضت مباراة روسيا، باستثناء تغيير وحيد في الخط الخلفي بالزج باللاعب سعد الروسان بدلا من عبد الله نصيب "ديارا”، مع اعتماد بعض البدلاء في الشوط الثاني ممن شاركوا أيضا أمام روسيا.

وترك إصرار سلامي على مشاركة الحارس يزيد أبو ليلى في المباراتين، وعدم منح الفرصة للحارسين نور بني عطية ومالك شلبية خصوصا في مواجهة الدومينيكان "السهلة”، علامات استفهام، ولاسيما أن التحضيرات يفترض أن تشمل جميع اللاعبين المختارين.

 ويبقى مشهد إصابة أبو ليلى في مباراة النشامى مع المنتخب الكويتي في تصفيات الدور الحاسم، والزج حينها بالحارس البديل عبد الله الفاخوري "غير الجاهز”، حاضرا في أذهان المتابعين، والدروس يجب الاستفادة منها.

كما أظهرت المباراتان اعتماد سلامي الكبير على اللاعبين المحترفين في الخارج، حيث شهدت مباراة روسيا مشاركة 9 محترفين ولاعبين محليين فقط هما يزيد أبو ليلى وأدهم القريشي، فيما شارك أمام الدومينيكان 8 محترفين و3 لاعبين محليين هم يزيد أبو ليلى، أدهم القريشي وسعد الروسان.

وتبقى الفرص متاحة أمام الجهاز الفني لتصويب الأخطاء التي ظهرت، والعمل على تطوير الأداء العام والبناء على الإيجابيات في المباريات والمعسكرات المقبلة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير