جفرا نيوز -
الدكتور محمود عواد الدِّباس
تَأتي هذه المقالةُ مُتأخِّرةً عن موعِدِها قليلًا، لكنْ رُبَّما كانَ هذا أفضلَ مِن حيثُ كتابةِ مُلاحَظاتٍ ذاتِ دَلالةٍ. النُّقطةُ الأولى التي أودُّ تَناوُلَها في هذه المقالةِ المُختَصَرةِ هي عَدَمُ قَناعتي بمَحدوديَّةِ أعدادِ الذين سَيَلْحَقونَ في برنامجِ خِدمةِ العَلَمِ في السَّنةِ القادِمةِ. العَدَدُ قليلٌ، إذْ يَبلُغُ (6000) شابٍّ فقط. أظُنُّ أنَّ هذا العَدَدَ يُشكِّلُ (10%) فقط مِن أعدادِ الذُّكورِ مِن مواليدِ العامِ 2007م. مِن هُنا، فَلِكَيْ نَنْجَحَ في عَسْكَرةِ المُجتمَعِ وفي تَعزيزِ الهُويَّةِ الوَطنيَّةِ الأردنيَّةِ، لا يَنفعُ اقتِصارُ الخِدمةِ على (10%) فقط، فيما نَترُكُ (90%) دونَ الدُّخولِ في برنامجِ خِدمةِ العَلَمِ.
أنتَقِلُ الآنَ إلى نُقطتَيْنِ اثنتَيْنِ آخِرَتَيْنِ فيما يَتعلَّقُ ببرنامجِ خِدمةِ العَلَمِ، وهُما: استِخدامُ نِظامِ القُرعةِ في اختيارِ مَن سَيَدْخُلُ في دَوراتِ خِدمةِ العَلَمِ، وكذلكَ تَوزيعُ حِصَصِ المُحافَظاتِ في كُلِّ دَورةٍ. هُنا أقولُ إنِّي غيرُ مُقتَنِعٍ باستِخدامِ نِظامِ القُرعةِ مِن أجلِ اختيارِ الدَّاخِلينَ في دَوراتِ خِدمةِ العَلَمِ، فالكُلُّ يَجبُ أنْ يَخدُمَ معَ الأخذِ بأسبابِ التَّأجيلِ إذا تَوفَّرَتْ. أمَّا فيما يَخُصُّ تَوزيعَ حِصَصِ المُحافَظاتِ ضمنَ كُلِّ دَورةٍ مِنَ الدَّوراتِ الثَّلاثِ المُقرَّرِ تَنفيذُها في العامِ القادِمِ، فهُنا أقولُ: إذا كانَ المِقياسُ هو أعدادُ السُّكانِ في كُلِّ دَورةٍ، فإنَّ النَّتيجةَ سَتَكونُ مُختلِفةً مُقارَنةً بما تَمَّ الإعلانُ عنهُ. لِذلكَ، فإنَّ الأيسَرَ هو تَوزيعُ حِصَصِ المُحافَظاتِ كما هو الحالُ في تَوزيعِ مَقاعِدِ مَجلِسِ النُّوَّابِ.
خِتامًا، حيثُ إنَّ السَّبَبَ الرَّئيسيَّ في عَودةِ العَمَلِ ببرنامجِ خِدمةِ العَلَمِ جاءَ استِجابةً إيجابيَّةً لِواقِعِ التَّحدِّياتِ الخارِجيَّةِ في ظِلِّ مُحيطٍ عربيٍّ وإقليميٍّ مُلتَهِبٍ، فإنَّ هذه الاستِجابةَ يَجبُ أنْ تَكونَ أكبَرَ في حَجمِها، ممَّا يَعني زيادةَ أعدادِ المُلتَحِقينَ ببرنامجِ خِدمةِ العَلَمِ كَيْ تَشمَلَ الجَميعَ، معَ الحِفاظِ على حِصَصِ المُحافَظاتِ في كُلِّ دَورةٍ عَسكَريَّةٍ كما هي حِصَّتُها في البَرلمانِ، حِفاظًا على التَّوازُنِ الاجتِماعيِّ الذي تَسيرُ عليهِ.