النسخة الكاملة

الصفدي يفرط مسبحة التنكر من القاهرة .. الأردن لن يحارب وحده!

الأحد-2025-09-07 08:58 am
جفرا نيوز -
فرح حامد سمحان 

خلقت تصريحات وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي خلال اجتماع اللجنة الوزارية العربية في القاهرة أخيرًا، جملة من التساؤلات، وأجابت عن أخرى في ظل حرب نفسية وضغوطات، يتعمد الاحتلال الإسرائيلي ومن خلال قادته أن يُرهق بها التفكير العربي المشترك ؛ إذ تغيرت صبغة الاجتماعات من ملف وقف الحرب إلى حرب جديدة ، ما يُعد مؤشرًا لا يمكن تجاهله أو وضعه في الخزائن الدبلوماسية. 

ومن قلب القاهرة التي يطالها التهديد كما الأردن، تحدث الصفدي عن تهديد أمني مشترك للدول العربية والمنطقة، وهي رسالة واضحة بأن مزاعم إسرائيل الكبرى لن تموت بين أحضان شرقي وغربي النهر ومصر فقط، وتأكيد حتمي بأن إسرائيل لا تريد لأحد في المنطقة أن ينعم بالقوة والاستقرار؛ حتى لو أظهرت عكس ذلك لدول تعتبرها عمود ارتكاز قوي اقتصاديًا. 

الطموحات العربية بعد تصريحات الوزير الصفدي الذي ترأس اللجنة الوزارية وحضر اجتماعات عدة في القاهرة بتوقيت حساس، تعدت المطالبة بضرورة وقف الحرب على قطاع غزة، أو كف إسرائيل شرها ونجاستها لتهدأ المنطقة قليلًا ، إلى مرحلة جديدة تتمثل بمشروع استيطاني واسع سيُدخل المنطقة في دوامة حرب لن تنتهي، خاصة وأن أكذوبة "إسرائيل الكبرى" هي الوجه الآخر لسيناريو التهجير إلى الأردن ومصر، والذي رُفض وبشراسة مطلقة من الدولتين. 

الأردنيون وحتى العرب يطمئنون ويفهمون المشهد عند الإصغاء   لتصريحات ومداخلات الوزير الصفدي، الذي هاجم الاحتلال بسلاح دبلوماسي في وقت تنكر البعض للخطر القادم، ومن المهم حاليًا وبعد مرور 700 يوم من الحرب المفتوحة على القطاع الميت و المنطقة، أن تصارح الحكومات الشعوب بأن تغيير خارطة المنطقة، تحول من حلم إلى خطة عمل على أرض الواقع بالنسبة لإسرائيل.

 وغزة التي تقف الآن رهينة المفاوضات والأمل الأمريكي المضلل، ما هي إلا بوابة للدخول في متاهات و تقسيمات سياسية، وعرقية، وحرب ليس مبالغًا إذا ما وصفت بالعالمية، والأردن على استعداد لمواجهة أي سيناريو في سبيل عدم التخلي عن موقفه الواحد الذي لن يتغير بشأن التهجير ، وأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة تنعم بالاستقرار ليس أدبيات تربى عليها الأردنيون فقط، وإنما عقيدة راسخة، لها دستورها الخاص في السردية الأردنية.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير