النسخة الكاملة

القوائم الانتخابية: حراك غير مكتمل النمو سياسيا.. ومرشحون لا يغادرون قصور الهواء

الإثنين-2012-12-31 01:03 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - من الملاحظ غياب السياسة عن سواد شعارات المرشحين المعروضة على أشجار وعمدان وجدران عمان ومحافظات أخرى، بل يكتفي بعضهم بكلمة أو اثنتين، تعبيرا عن الحالة التي تمر بها البلاد، بدون التوسع في ذلك، أو التطرق إلى الحلول. وحتى الآن ما يزال حراك القوائم الوطنية بطيئا ولم يأخذ بعده الذي من المفترض أن يكون، لأن الأصل ليس الاكتفاء بالإعلان عن القائمة، ولكن المؤمل لقاء الناس، ومناقشة همومهم وتطلعاتهم. صحيح أن الحراك الانتخابي لم يأخذ بعده النهائي حتى الآن، ذلك أن تحركات المرشحين محدودة ومقتصرة على تجمعات هنا وزيارة روابط ومقرات هناك، إضافة إلى المشاركة في الأتراح والتواصل مع أبناء الدائرة، فيما تبدو تحركات مرشحي الدوائر العامة أكثر وضوحا، وإن كانت حتى الآن لم تأخذ الزخم المرتقب منها. والأصل أن يساهم المرشحون على مستوى القائمة الوطنية في خلق خطاب سياسي، واقتصادي واضح، يتحدث عما تمر به البلاد الآن، ووضع حلول ناجعة لطريقة الخروج من عنق الزجاجة. والأصل أن القائمين على القوائم الوطنية وعددها 61، يعرفون جيدا أن قوائمهم مرشحة للحصول على أصوات انتخابية من الطرة وحتى العقبة، ما يعني أن أعضاء تلك القوائم عليهم فتح حوارات سياسية واقتصادية يومية مع أبناء الوطن من شماله حتى جنوبه، وتلمس حاجاتهم حتى يتسنى لهم فيما بعد الحديث باسم الوطن كله، ومعرفة الهموم في سائر مناطق المملكة. صحيح أن عدد المقاعد المخصصة للقوائم العامة قليل (27 مقعدا) قياسا إلى عدد المقاعد في الدوائر المحلية، لكن، وعلى الرغم من ذلك غير أن ما يحدث يمثل فرصة للمرشحين على مستوى الدائرة العامة، وعددهم يفوق 800 مرشح، للدخول في نقاش سياسي واقتصادي جدي، وبعد ذلك الخروج برؤى واضحة، وحلول معقولة تدلنا على طريقنا في المرحلة المقبلة. والحال أنه لا يوجد ما يمنع المرشحين الـ 829 على مستوى الوطن من فعل ذلك، وبالتالي الدخول في صراع برامجي منطقي وعقلاني حول المرحلة المقبلة بكل تعقيداتها وأبعادها ومستوياتها. ومن المؤمل أن نبدأ نحن، جمهور المراقبين والمتابعين والمواطنين والناخبين خلال الفترة المقبلة، بتلمس برامج عملية وواقعية للقوائم العامة، بحيث يضعنا أصحابها في صورة رؤيتهم (غير الإنشائية) لحل كل ما يشتكي منه الوطن. والأصل أن لا تخرج علينا تلك القوائم لتقول إن التصويت طريق الإصلاح فقط، فالجميع يعرف ذلك، وإنما عليها أن تقول لنا ماذا تريد أن تفعل في مشكلة الصحة والتعليم والتربية والشباب والرياضة والاقتصاد والفقر والبطالة وارتفاع الأسعار؟!!، وأن تضعنا في صورة حلول منطقية تراعي كوننا دولة مدينة، وأن اقتصادنا في وضع سيئ، ما يعني أننا لا نريد أحلاما مخملية وحديثا عن تشغيل المتعطلين بدون توضيح كيف سيتم ذلك، وتخفيض أسعار بدون أن يقال لنا كيف سيتوازى ذاك مع وضع الموازنة العامة للدولة، ومع شروط صندوق النقد الدولي؟! والمؤمل أن لا يبني لنا أعضاء القوائم العامة قصورا في الهواء، ويرسموا لنا أحلاما وردية، وإنما نريد أن نسمع نقاشا حقيقيا وجديا ومنطقيا وعلميا حيال كل ما يتعلق بهموم الأردنيين وأشجانهم وآمالهم وطريقة التعامل مع المرحلة المقبلة. وتمثل الانتخابات فرصة لكي يبدأ أعضاء القوائم العامة حوارا وطنيا في كل المحافظات والقرى والمخيمات والبوادي، وبعد ذلك الخروج بتصورات ورؤى، ووضعنا بصورة ما يريده الأردنيون من الإصلاح المستقبلي، وما يمكن أن تحققه هذه القائمة أو تلك. الغد  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير