النسخة الكاملة

أزمة في شاشة الوطن بسبب "المملكة" .. ثورة تحيز وأخطاء "ON AIR"

الأربعاء-2025-08-31 12:43 pm
جفرا نيوز -
فرح حامد سمحان 

لم يعد خفيًا على الأوساط الإعلامية في الأردن، أن الزمن الجميل للتلفزيون الأردني بات رهينة أسطورة الإصلاح والتحديث، وكل مدير أو مسؤول يخرج بتصريحات عن أن شاشة الوطن ستخرج بحُلة جديدة، وبعيدة عن المعتاد الممل، ولكن الواقع لا يتماهى مع رغبة التحديث الإجبارية؛ إذ أن المعلومات التي وصلت "جفرا نيوز" تقول إن العديد من الصحفيين والإعلاميين ومندوبي المحافظات باتوا يفكرون ويسألون عن مصيرهم، في ظل تفكير جدي ومطروح من قنوات عُليا  بنقل خدمات إعلامية، وبرامج متخصصة، إلى جانب نشرات الأخبار التي تبث الساعة 6 و 11 مساءً إلى تلفزيون "المبتدأ والخبر" المملكة. 

بالعودة إلى ما قبل انطلاق قناة المملكة عام 2018 ، كان التلفزيون الأردني محط الأنظار في ما يُعرض عليه من برامج ونشرات أخبار، وكل مسؤول في الدولة يريد الخروج عبره يعني أنه اجتاز أحد أهم الاختبارات الشكلية علنًا، وكان الحديث عن موازنته الشغل الشاغل في كل الاجتماعات واللقاءات ، اليوم لم يعد للتلفزيون الأردني أي مكان في حسبة قادة الإعلام مع وجود "المُدللة" المملكة، التي تشير مصادر "جفرا نيوز" أنها مدعومة من أهم الأذرع السياسية في الدولة وكبار المسؤولين،  وهذه ليست معلومة جديدة والكل يعرفها ، لدرجة أنهم لا ينظرون إلى التلفزيون إلا أنه من الإرث القديم الذي يحتفظون به للذكرى فقط ، بينما المملكة هي التي تأخذ حصة الأسد حتى في دعمها وموازنتها، على الرغم من أن احتياجات التلفزيون الأردني أكبر بحكم أنه ليس متخصصًا في الجانب الإخباري فقط، لكن العدالة معدومة بين الجانبين . 


التوقعات تشير إلى أن هناك دراسة حقيقية لدعم قناة المملكة على حساب التلفزيون الأردني بأمرين؛ الأول تحويل عمل القناة الرياضية إلى المملكة مع قرب تغطيات كأس العالم، وهذا يعد دعمًا مباشرًا ومهمًا بالتزامن مع حدث عالمي كهذا، وإذا تم فعليًا فسيكون فيه من التهميش ما يكفي للتلفزيون الأردني كمؤسسة وأفراد، والأمر الثاني هو أن بعض البرامج الحوارية ذات الطابع السياسي ستُنقل إلى المملكة؛ ليقتصر التلفزيون فقط على برنامج أو اثنين من هذه النوعية؛ إذ لم يعد برنامج "صوت المملكة" كافيًا لاحتكار المزيد من كبار المسؤولين، والناطقين عبره ، فبات التفكير يدور بتزويد شاشة المبتدأ والخبر بعدد أكبر من البرامج؛ ولأنه لا يوجد إبداع في الأفكار ولتجنب التقليد والتكرار، فإن التوجه الذي يُدرس بالغرف المغلقة، يدور حول نقل برامج من التلفزيون إلى "ضرته" المملكة. 


أما بالحديث عن الموقع الإخباري لقناة المملكة، فإن فيه من الأخطاء النحوية والتحريرية ما يكفي للسؤال عن متابعة ودور هيئة التحرير فيه ، ما بين عناوين طويلة جدًا في بعض الأحيان، أخطاء بالمعلومات والمواقيت في متن المواد المنشورة، إلى جانب بعض الأخطاء اللغوية والنحوية؛ وطبيعي جدًا أن تقع أي قناة أو وسيلة إعلامية بأخطاء، لكن بهذا الحجم والتكرار، ومع وجود كوادر كبيرة من المحررين في قناة صرفت عليها الدولة "دم قلبها" فهذا ليس منطقيًا، والغريب أن المملكة تسمي نفسها قناة خدمة عامة، تصنع أخبار، وأخرى تأخذها من وكالات أنباء، وتنزعج عندما تأخذ منها بعض المواقع أخبار أو مواد صحافية مع ضرورة الإشارة للمصدر طبعًا ، في حين أن جل التركيز أصلا يكون على مواقع ومصادر أخبار تابعة لقنوات عربية وصلت إلى العالمية كالجزيرة ، والعربية وغيرها، مع اختلاف نهج سياسات التحرير، والسؤال لماذا ونحن لدينا قناة كبيرة يفترض أنها جارت وتجاري أكبر وأهم مصادر الأخبار. 

ومن باب الإنصاف لا نشاهد على قناة المملكة على سبيل المثال مذيعة تقول "إزا" بدل "إذا" ، بينما على شاشة الوطن نجد مصطلحات كهذه لا تشبه مجتمعنا ومخارج حروفنا، والأهم أنها بعيدة عن اللغة العربية الأصيلة التي هي السبب في تميز وارتقاء أي إعلامي يريد الاستمرارية الإيجابية في مسيرته، والحفاظ على سمعة مؤسسته، وعلى إدارة هذه المؤسسات أن تعلم وتدرس أي طلب لشغل أي وظيفة بمنأى عن مظهر أو واسطة أو غيرها من محددات ومضيقات العمل الإعلامي في الأردن، والتي باتت كحجر العثرة أمام التقدم ومجاراة القنوات العربية والعالمية. 


لا أحد ضد قناة المملكة، ومن يعملون فيها زملاء ولهم كل الدعم، ولا أحد أيضًا ضد مسيرة الإصلاح والتحديث في التلفزيون الأردني التي طالت ولم نرها حتى الآن ، لكن هناك حالة من التناقض والتضارب في مهام وعمل كل منها، والمشاهد بات تركيزه مشتتًا ولا يعرف أين يتجه، هل يشاهد صوت المملكة أم ستون دقيقة على سبيل المثال، هل يتجه إلى أخبار التلفزيون الأردني، أم المملكة الأكثر تخصصية في الشأن الإخباري، وما يطرح أيضًا من سيناريوهات عن نقل برامج ونشرات وإلغاء أخرى يحتاج لتوضيح رسمي، وما المانع هنا أن يخرج وزير الاتصال الحكومي محمد المومني، في لقاء أو بث مشترك مع مديري التلفزيون الأردني والمملكة؛ لتوضيح ملفات مهمة طال الحديث عنها. 








© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير