الطائرة تقلع في طريق الاصلاح...!؟
الأحد-2012-12-30 12:12 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم : زيد ابوزيد
استوقفني هذه الليلة بيتٌ لليلةٍ نابغية من ليالي شاعر الجاهلية ، واصفاً همَه معتذراً لمليكه ، مؤكداً ما يقاسيه قائلاً :-
كليني لهمٍ يا أميمةُ ناصبٍ وليلٍ أقاسيه طويل الكواكب
فقلت :- أيُ هم هذا الذي تتحدث عنه يا نابغة ، وأيُ ليل هذا الذي تطول كواكبه ، وأنا أرى ليلاً يفوق لَيلُك طولاً ، وهموماً تتجاوز همومك أميالاً ، فليلي هو ليلُ وطني ، وهمومي هي هموم أمتي ، ليلٌ قاساه جدي ووالدي ، وأقاسيه أنا وأبنائي، نجومه سوداء ، وأقماره رمادية ، وكلماته ضائعة كما ضاعت كلمات كثيرة في وطن الاحرار ،على يد من لا يرحم.
سماسرة ومأجورون، عيونهم سوداء ، وقلوبهم سوداء، لو رآهم النابغة لاستعارها لقسوتها بدلاً من ليله ، فجاز لي يا سيدي الشاعر أن أقول :- إن ليلتي هذه هي ليلة كئيبة ، ليست كئيبة التفاصيل ، بل كئيبة المستقبل لكل أب وأم إذا بقيت الأحداث تسير كما هو واقعها الآن .
ما قادني إلى هذه المقدمة مزاد القوائم الانتخابية التي تجاوز عددها المعقول ، وتشم في تفاصيل اخراجها الصدأ ، وكأن الرائحة تخبرني أن لا سبيل إلى الاصلاح فقد أغلقت أبوابه الأيدي الظالمة ، وسيصبح الحديث عن الاصلاح ذكريات نقف عند عتبتها وستذكر تفاصيلها ويذكر بعضنا بعضاً ان حديث التغيير والاصلاح قد طواه النسيان.
معذرة يا نابغة، فليلك نهارٌ إذا ما قيس بليلي، وليلك مقمرٌ جميل إذا ما قيس بليل من يتلمس طريقه للخروج من ظلام الفقر والبطالة والتضخم والجهل، وليلك قصير قصير إذا ما قيس بليل ترمى فيه الدنانير على عتبات ابواب الناخبين .
يا نابغة يظهر لي أن ليل أمتي سرمدي لا يزول إلا بزوال عقول، وها هي دعواتنا المستمرة الى اعطاء الاحزاب فرصتها لتنهض من كبوتها وتقوم بدورها في الاصلاح المنشود تحت ظل ورعاية صاحب الجلالة الملك المفدى.
أقول لك رغم كل ذلك : بقى لنا الكثير، فنحن سنبقى آخراً، و لن تتمكن قوى الشد العكسي والفاسدون من ثنينا عن المشاركة في التصحيح والبناء فنحن أقوى منهم ، فمعنا الشعب والنور ومعهم الظلام ، و لنا أهدافنا وطموحاتنا ومبادئنا ،وليس معهم شيء منها.
وحين تتحد سواعدنا حول برامج الاصلاح، فسيجد أعداؤنا أنفسهم صغاراً في مواجهة شعب عظيم ذا كفاءة وقدرة فائقة على صناعة الحياة، ولن يستطيع الأقزام أن يقتلعوا جذورنا ، فنحن أعظم حقائق الكون، وهذا مشروط بتوجه الجميع لصناديق الاقتراع وقد اختاروا طائرة توشك ان تقلع نحو مستقبلهم المشرق، ووقتذاك فالنصر مؤكد.

