النسخة الكاملة

مقاطعة المدرجات حرمانًا مزدوجًا.. وصدام يقدم الدروس والعبر

السبت-2025-08-23 12:47 pm
جفرا نيوز -
تعيش جماهير الوحدات حالة من الإحباط والغياب عن المدرجات في الفترة الأخيرة، سواء بسبب التضامن مع الشعب الفلسطيني وما يتعرض له من حرب في غزة، أو نتيجة مواقف إدارية دفعت بعض الروابط إلى إعلان المقاطعة مؤخرا مطالبة بإحداث تغييرات.

هذه الحالة انعكست سلبا على خزينة النادي بحرمانها من ريع المباريات البيتية، فضلا عن الأثر النفسي الذي يتركه غياب المدرجات الخضراء على أداء اللاعبين وتراجع النتائج.

ومع كل ذلك، يطلّ من بين المقاعد الفارغة مشجع استثنائي، هو صدام، الشاب المصاب بمتلازمة داون، والذي لم تثنه كل تلك الظروف عن العشق الكبير الذي يحمله لناديه. 

يظهر صدام بعفويته وصدق انتمائه، يهتف من أعماق قلبه للوحدات، لتتردد كلماته في الصمت الثقيل للمدرج وكأنها نبض نقي يزرع الأمل ويستنهض الهمم.

صدام لا يعرف الحسابات ولا المواقف المتقلبة، كل ما يعرفه أن الوحدات هو عشقه الأول والأخير، وأن لاعبيه مهما تعثروا سيبقون أبطاله؛ هتافاته البريئة تصل مباشرة إلى قلوب اللاعبين، وكأنها رسالة تؤكد أن الروح الوحداتية لا تنكسر، وأن الوفاء أقوى من النتائج.

تحوّل صدام بعفويته الصادقة، إلى رمز من رموز المدرج الأخضر، وصوت يذكّر الجميع بمعنى الانتماء الحقيقي.
وبينما تتنامى ظاهرة عودة الجماهير إلى مدرجات الأندية المنافسة، لاسيما الفيصلي والحسين إربد والرمثا، يبقى صدام ثابتا في مكانه، يقدم الدرس الأبلغ في الوفاء والإخلاص، درسا يحتاجه اللاعبون والجماهير معا: أن الوحدات أولا وأبدا.

ويظل استمرار مقاطعة الجماهير لمدرجات الوحدات حرمانا مزدوجا؛ إذ يحرم خزينة النادي من موارد مالية إضافية، ويترك أثرا نفسيا سلبيا ينعكس على اللاعبين، فيتراجع المستوى والنتائج، بخلاف ما يحدث في الأندية المنافسة، خصوصا الرمثا الذي يعيش أفضل حالاته بدعم جماهيري متنام؛ ولعل المثال الأبرز عالميا يقدمه مانشستر يونايتد الذي غاب 12 سنة عن لقب الدوري الإنجليزي، لكن جماهيره لم تتخلَّ عنه، وظلت مدرجاته ممتلئة في كل المباريات، في رسالة واضحة بأن المؤسسة باقية مهما تغيّرت الإدارات.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير