دراكو يصل عمَّان لقيادة دفة الوحدات الفنية

وصل المدير الفني الجديد لفريق الوحدات لكرة القدم الصربي داركو نيستوروفيتش إلى عمَّان فجر اليوم، وذلك للتوقيع على عقده التدريبي ومباشرة مهامه الفنية للفريق، الذي سيقوده في مباراته أمام السرحان عند الساعة السادسة من مساء السبت المقبل، على ستاد الحسن بإربد.

ويعود داركو إلى الوحدات بعد تجربة سابقة حين تولى قيادته في أيار (مايو) عام 2023، وقاد الفريق برفقة المدرب العام رأفت العلامي ومدرب حراس المرمى سلامة عيد، وشاركه بطولة درع اتحاد الكرة التي حل فيها وصيفا برصيد 24 نقطة، خلف الفيصلي المتوج باللقب برصيد 31 نقطة، وقاد الفريق في مباراة كأس السوبر أمام الفيصلي، والتي توج فيها مع الوحدات باللقب بعد الفوز على الفيصلي ذهابا بنتيجة 2-1، وإيابا 1-0.

ولم يكمل داركو المهمة الفنية الأولى مع الوحدات وقتها، واعتذر واستلم المهمة الفنية منه مساعده رأفت العلامي، قبل أن يتفق الوحدات وقتها مع العُماني رشيد جابر لقيادة المهمة الفنية للفريق، وأنهى الوحدات التعاقد مع داركو رسميا في 20 آب (أغسطس) 2023، وإن كان شاركه قبلها في بطولة القدس والكرامة التي توج الفريق بلقبها في ذلك العام.

وما تزال تبحث الجماهير الوحداتية عن سبب اعتذار داركو في تجربته الأولى من تدريب الوحدات، في الوقت الذي انقسمت بين مؤيد ومعارض لتوليه المهمة الفنية، عائدين إلى سيرته التدريبية التي لم يسبق له التتويج بالألقاب مع الفرق التي دربها، إلا مع الوحدات بالتتويج بلقب كأس السوبر، حاله كحال سابقه قيس اليعقوبي الذي لم يصعد إلى منصات التتويج بالفرق التي دربها، إلا مع الوحدات حين احتفظ بلقب كأس الأردن في الموسم الماضي.

وتضع جماهير الوحدات مسؤولية كبيرة على الصربي داركو، حالمة بفرض سيطرته في ظل المشهد المربك والصورة الضبابية عن الفريق الوحدات، الذي تاه شكلا وتكتيكا منذ انطلاق الموسم الحالي، بعد خسارته لقب كأس السوبر أمام الحسين إربد-تعادلا ذهابا وفاز الحسين إربد إيابا بنتيجة 1-0، وخسارته أمام الرمثا في عشوائية الأداء وتعدد الأخطاء في انطلاقة دوري المحترفين للموسم الحالي.

وتطلب جماهير الوحدات من داركو إلى جانب فرض سيطرته، إرساء قواعد متينة للاستقرار الفني الغائب عن الوحدات منذ موسم 2022-2023، حين تعددت المدارس والأفكار التدريبية التي تعاقبت على تدريب الوحدات، حين بدأت بالبرازيلي فييرا في ذلك الموسم، وسرعان ما استغنى عنه الوحدات لسوء نتائجه في درع اتحاد الكرة، وخلفه رأفت علي الذي قاد الفريق في بطولة القدس والكرامة التي توج الفريق بلقبها، ومن ثم تعاقد الوحدات مع ابن النادي رائد عساف برفقة رأفت علي، لقيادة الفريق في دوري أبطال آسيا لذلك العام، وما أن عادوا وبعد قيادة الفريق في عدة جولات بالدوري المحلي، تم إنهاء التعاقد معهما ليتولى الفرنسي جوميز المهمة الفنية لنهاية الموسم.

واستمرت حالة عدم الاستقرار الفني تلازم الوحدات بالموسم التالي 2023-2024، والتي بدأت بالبوسني داركو، ثم المدرب العام رأفت العلامي، واستنجدت إدارة النادي بخبرة مدرب المنتخب العُماني حاليا رشيد جابر، إلا أن صورة الفريق الفنية ونتائجه لم تختلف في المسابقات المحلية، ومشاركته في كأس الاتحاد الآسيوي التي ودع الدور الأول فيها بذلك الموسم، ليستقطب الوحدات المدرب الوطني أمجد أبو طعيمة، الذي لم يكمل المهمة وتم إنهاء التعاقد معه بالتراضي، وتم الاستنجاد من جديد بالمدرب الوطني ابن النادي رأفت علي ليكمل مسابقات الموسم، ويقود الفريق للتتويج بلقب كأس الأردن.

وذات السيناريو تكرر في موسم 2024-2025، حين بدأ الوحدات الموسم بالتعاقد مع رأفت مديرا فنيا للفريق، والذي قاد الفريق بإبداع آسيوي والتأهل إلى ربع نهائي دوري أبطال آسيا "2"، وتذبذب  بالنتائج والمستوى في المسابقات المحلية، ليتم إنهاء عقده بالتراضي بعد وداع البطولة القارية، وخسارة نهائي درع اتحاد الكرة، وتعاقد الوحدات مع التونسي قيس اليعقوبي لقيادة دفة الفريق منذ الجولة 15 في إياب النسخة الماضية بالدوري، والذي نجح في قيادة الفريق لتقليص الفارق النقطي مع المتصدر وصدارة الترتيب العام بفارق نقطة، وفقد لقب الدوري في آخر دقيقتين من مباراته أمام الرمثا بعد التعادل بنتيجة 1-1، وأكمل مشوار الفريق بعد أن قاده رأفت علي إلى نصف نهائي كأس الأردن، ليتجاوز الأهلي بفارق ركلات الترجيح، والحسين إربد بذات السيناريو في المباراة النهائية ليتوج بلقبه الأول في سيرته التدريبية، قبل أن يتلعثم في قيادة الوحدات في كأس السوبر وانطلاقة الدوري للموسم الحالي، ليكتب الحلقة الأخيرة في مسلسله الفني مع الوحدات، وتم فسخ عقده، ليتعاقد الوحدات مع البوسني داركو في مشاهد فنية جديدة.

ولكن يجب أن يتنبه الوحدات في طريقة عمله مع البوسني داركو، بأنه يملك شخصية تدريبية قوية، وعقلية تدريبية كبيرة، إلا أن صداماته السابقة مع اللاعبين، لا سيما نجم الوحدات أحمد سمير، ومن بعده أنس العوضات، بأنه صعب المراس، لذا يجب أن تتهيأ له الظروف والدعم من مجلس الإدارة وإدارة النشاط لما يخدم مصلحة الفريق.