جفرا نيوز - خاص
ما تتعرض له مصر أخيرًا لا يمكن التعامل معه بمعزل عن الحلقات الساخنة في المنطقة، ومخطط التهجير الذي بات السيناريو الرائج في الحرب على قطاع غزة؛ إذ ليس ممكنًا أن يكون التذرع بفتح المعابر وإدخال المساعدات أداة على طبق من ذهب لرمي السهام على طرف عربي مهم في معادلة مخططات الاحتلال.
منذ بدء الحرب على قطاع غزة ، وحتى محادثات التوصل إلى هدنة شاملة ووقف لإطلاق النار ، وسيناريوهات دولية عدة؛ كان أبرزها التهجير، ومصر كانت في مقدمة الدول الرافضة لها، والمستنكرة لجرائم إسرائيل، ومحاولاتها "لخبص" المنطقة في دوامة حرب داخلية لن تنتهي بمجرد وقف حرب غزة.
مصر قدمت وما زالت تقدم الكثير، ولها دور مهم جدًا، ومحوري في المنطقة كنقطة قوة وارتكاز سياسي، ولا يمكن التعامل مع الحرب على غزة، أو أي حدث عالمي أو قضايا كبيرة وثقيلة ، دون النظر إلى الدور المصري والجهود الدبلوماسية التي لم تغب يومًا، والتاريخ يشهد، ومما لا شك فيه أن غياب مصر عن أي مشهد حاسم سياسيًا، أو محاولة إنقاص دورها سيكون بمثابة كرت أخضر لتسهيل مهمة إسرائيل، التي تنظر لمصر على أنها بداية دسمة لملفات صهيونية انتقامية.
وشأنها شأن الكثير من الدول العربية، قدمت مصر شكلًا لا يمكن تجاوزه في التعامل مع حرب غزة، وكان لها حضور دبلوماسي في المحافل الدولية، إلى جانب المشاركات في الإنزالات الجوية، والإصرار على فتح المعابر، وتقديم المساعدات الإنسانية والطبية وغيرها، وهي دولة عربية في قلب البركان، وما يحدث عليها أو بها له انعكاسات على دول المنطقة والعالم.