النسخة الكاملة

المالكي يفتح صفحة جديدة في عمان قبيل انهيار وشيك لـ"الهلال الشيعي"

تنسيق عراقي أردني في مواجهة أحلاف ما بعد الربيع العربي

الثلاثاء-2012-12-24 06:44 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - خاص
زيارة غير مرتب لها، تمت بشكل مفاجئ بدليل غياب السفير العراقي في الأردن الدكتور جواد هادي عن استقبال رئيس حكومة بلاده في مطار ماركا اليوم، وهو ما لم تدرج عليه العادات والبروتوكولات الدبلوماسية، ما يؤكد بأن الزيارة ذات طابع طارئ.
مصادر عراقية أكدت لـ"جفرا نيوز" أن نوري المالكي أحس بوهن شديد أصاب حكومته التي غلبت عليها نزعة طائفية إقصائية للمكون السني في العراق بدءا من اللحظة التي استهدف فيها الأخير نائبه صالح المطلك على خلفية طائفية، ومرورا باستهداف طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي للأسباب ذاتها وسلق أحكام قضائية ضده بتهم الإرهاب ومن ثم استصدار قرار بإعدامه، وانتهاء بالعمل المليشيوي الذي ارتكبته حكومة المالكي ضد وزير المالية العراقي رافع العيساوي تمهيدا لإقصائه هو الآخر من الحكومة على ذات الخلفيات والأسباب.
وتضيف المصادر "وبالتزامن مع احتجاجات سنية غير مسبوقة تشهدها الساحة العراقية، وبينما يقترب نظام الرئيس السوري بشار الأسد من الانهيار ما يعني ضمنا سقوط مشروع الهلال الشيعي الداعم لسلطة المالكي، تسعى بغداد إلى إعادة تموضع لجهة تحقيق حالة مفترضة من التوازن الطائفي الداخلي وتخفيف نبرة الإقصاء ضد اهل السنة والجماعة والبحث عن أحلاف جدد في المنطقة".
ولعل الهجوم الذي جاء مؤخرا على لسان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ضد حكومة المالكي التي وصفها بالطائفية أثار مخاوف لدى العراق الرسمي بأن حلف (قطر - تركيا - مصر) قد يمارس ضغوطا دولية بالتنسيق مع قوى الإسلام الأميركي ضد الحكومة العراقية، والتمهيد لموجة احتجاجات دامية على خلفية طائفية، ما دفع بالمالكي إلى الهرولة مسرعا نحو الأردن والذي كشف مؤخرا على لسان جلالة الملك بأنه يعارض أية احلاف طائفية سنية كانت أم شيعية، ما دفع ببغداد الرسمية إلى التفكير جديا بمسار ثالث قد يفضي بالتنسيق مع الاردن إلى حالة انفتاح عراقية وشيكة على دول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة ما بات يعرف بأحلاف ما بعد الربيع العربي.
ويرصد مراقبون رغبة بغداد بتخفيف حدة "الائتلاف العراقي الإيراني" شريطة تطبيع العلاقات مع الخليج العربي في مواجهة المد الإخواني الجارف.
ولعل موضوع خلافة الرئيس العراقي جلال طالباني في ظل فرار نائبه طارق الهاشمي خارج البلاد وصدور احكام بإعدامه، سيجري بحثها على طاولة النقاش الأردنية العراقية إضافة إلى العديد من العروض العراقية التفضيلية للأردن والتي قد تنهض باقتصاده لقاء بناء علاقة جديدة ظهرت اولى ملامحها منذ اللحظة التي قررت فيها حكومة المالكي إهداء الاردن نحو 100 ألف برميل من النفط نهاية الشهر الماضي.
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير