النسخة الكاملة

غزة الجريحة

الأربعاء-2025-07-23 10:12 am
جفرا نيوز -
فايز الفايز

استمرت قوافل الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية للوفاء بوعد دولتنا وآخر القوافل المحملة بـ 150 شاحنة محملة بالطحين على المعبر الشمالي متجهة إلى قطاع غزة، بانتظار توزيعها، ولايزال الأردن مستعدا بشكل كامل لإرسال مئات الشاحنات لغزة يوميا، وبمجرد فتح المعابر سيتم إرسال مئات الشاحنات يوميا محمّلة بمواد غذائية وإغاثية وطحين، لكن هناك مشكلة حقيقية في توزيع المواد في قطاع غزة، ونحن جاهزون لإرسال أكبر عدد من الشاحنات إذا فُتحت المعابر، وكذلك نعمل على تجهيز شاحنات بشكل دائم إلى غزة وذلك على لسان أمين عام الهيئة الخيرية د.حسين الشبلي

في المقابل رأينا تهافت وزراء خارجية دول من خمس وعشرين دولة، تستنكر وتدين دولة الاحتلال الفاشي وإدانته لمنع تقديم المساعدات، بل وصل الأمر إلى عرقلة الشاحنات الأردنية المحملة من كافة الأصناف ولكن لم يعد الكثير من المساعدات والغذاء لأشقائنا في غزة، وعلى مرأى الجميع ينتظرون بلهفة كي يأخذوا ما يستطيعون من غذاء، و من المؤكد أننا في الأردن لا نزال على إرثنا لمساعدة أطفال غزة الذين يُقتلون هم وآباؤهم بحثاً عن الماء والغذاء، فهناك عشرات الآلاف من الجوعى والمرضى والجرحى والقتلى، وحصار مطبق على الزاحفين للوصول للقمة العيش.

فقد جاء بيان من دول غربيّة يُدين تقديم إسرائيل للمساعدات بـوصفها "التنقيط" لسكان غزة و القتل غير الإنساني، و ها نحن نرى كيف تتداعى دول غربية، لإصدار بياناً مشتركا، وقعه كل من وزراء خارجية المملكة المتحدة وأستراليا والنمسا وبلجيكا وكندا والدنمارك وإستونيا وفنلندا وفرنسا وأيسلندا وأيرلندا وإيطاليا واليابان ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورغ وهولندا ونيوزيلندا والنرويج وبولندا والبرتغال وسلوفينيا وإسبانيا والسويد وسويسرا، تدين فيه إسرائيل بسبب، تقديم المساعدات بالتنقيط، والقتل غير الإنساني للمدنيين في قطاع غزة

البيان شرح معاناة المدنيين في غزة حتى وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، و إن نموذج الحكومة الإسرائيلية في تقديم المساعدات خطير، ويؤجج عدم الاستقرار ويحرم سكان غزة من كرامتهم الإنسانية، ندين توزيع المساعدات بالتنقيط، والقتل اللاإنساني للمدنيين، بمن فيهم الأطفال، الذين يسعون إلى تلبية احتياجاتهم الأساسية من الماء والغذاء و إن من المروع أن يُقتل كل مرة أكثر من 800 فلسطيني أثناء سعيهم للحصول على المساعدة و إن حرمان الحكومة الإسرائيلية للسكان المدنيين من المساعدات الإنسانية الأساسية أمرٌ غير مقبول و يجب على إسرائيل الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي.

وحثت تلك الدول، الحكومة الإسرائيلية على رفع القيود التي تفرضها على دخول المساعدات إلى قطاع غزة فوراً والسماح للمنظمات الإنسانية، بما في ذلك الأمم المتحدة، بالقيام بعملها في القطاع بأمان وفعالية، وإن خطط إسرائيل لاحتجاز مئات الآلاف من الفلسطينيين فيما يسمى "مدينة إنسانية" غير مقبولة على الإطلاق و نحن نعارض بشدة أي خطوات نحو التغيير الإقليمي أو الديموغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

إذا ما الذي يعرقل وصول المساعدات من كافة الأنواع، أكانت تموينية وأغذية وحليب أطفال أو علاجات، فهل وصل الأمر إلى الانتظار البائس كي يسمح العدو الصهيوني لتفويج شاحنات الأغذية، وليته يفعلها، فكيف ينام 481 مليونا و 700 الف عربي، متخمين كما نرى حالنا، ونحن نرى كيف أطفال غزة يموتون كل يوم عدا عن الأمهات والجوعى، ثم يتوقف تعداد الشهداء قبل أن تصلهم مساعدات الشاحنات الأردنية التي تخترق طرقاً خطرة كي يصلوا إلى قطاع غزة، فأين العرب وأين العروبة، وإلى متى تستيقظ نخوة العرب، ألم تروا كيف هبت تلك الدول الأجنبية لإيقاف هذا النزيف اليومي، ونحن نأكل ونشرب وعالمنا العربي لا يزال نائما، أفمن خوف أم من ذلة، حسبنا الله ونعم الوكيل.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير