النسخة الكاملة

ناشيمنتو وراء ضياع التأهل الآسيوي لمنتخب السيدات

الإثنين-2025-07-21 10:42 am
جفرا نيوز -
استمر المنتخب الوطني النسوي لكرة القدم في تراجعه الملحوظ خلال السنوات الماضية على الصعيد القاري، بابتعاده مرة أخرى عن المشاركة في بطولة كأس آسيا، ما يدفع للوقوف مطولا عند أسباب هذا الفشل ومعالجتها قبل تدهور نتائج بقية المنتخبات النسوية في الفترة المقبلة.

ولعل من أبرز الأسباب التي أدت إلى الخسارة أمام إيران في اللقاء الحاسم أول من أمس بهدفين لهدف، وفقدان بطاقة التأهل الأخيرة للنهائيات الآسيوية، عودة المدرب البرتغالي ديفيد ناشيمنتو لقيادة المنتخب من جديد، بعد أن أخفق في مهمته الأولى قبل عامين، بعدم التأهل لنهائيات آسيا، والوداع مبكرا من التصفيات الأولمبية.

وكان المنتخب أمام فرصتين للتأهل على حساب إيران، من خلال التعادل أو الفوز عليه، إلا أن الرياح جرت بعكس ما تشتهي سفن المنتخب الوطني الذي تلقى هدفين في الشوط الثاني، وقلص الفارق في وقت متأخر، لم يسعفه من تدارك الخسارة الأولى والوحيدة في التصفيات، والتي تكفلت في إبعاده عن الظهور بين كبار القارة للمرة الثانية تواليا.

وحضر المدرب البرتغالي قبل بدء التصفيات بشهرين ونصف تقريبا، خلفا للمدرب الوطني ماهر أبو هنطش، بعد سلسلة من النتائج السلبية بالخسارة في 5 مباريات ودية بداية العام الحالي، ما دفع الاتحاد لإعادة ناشيمنتو الذي يعد الأكثر دراية بالمنتخب نظرا للإشراف على تدريبه لمدة عامين تقريبا.

وقاد المدرب البرتغالي منتخب السيدات بمهمته الأولى في 26 مباراة، حيث نجح في تسجيل الفوز في 11 مباراة، مقابل الخسارة بالعدد ذاته من المباريات، بينما حضرت نتيجة التعادل في 4 مناسبات، علما بأن جميع المباريات التي فازها المنتخب كانت مع منتخبات تتأخر عنه بالتصنيف الدولي، باستثناء الهند الذي تغلب المنتخب عليها في عمَّان وديا بهدفين لهدف.

وتؤكد هذه الإحصائية عدم قدرة ناشيمنتو على تشكيل إضافة جديدة لمنتخب السيدات مجددا، رغم البداية الجيدة في التصفيات بالفوز في 3 مباريات على منتخبات لبنان 4-0، وسنغافورة 5-0، وبوتان 3-0، إلا أن هذه المنتخبات تعد متأخرة بالتصنيف الدولي ولم تكن منافسة على بطاقة التأهل بشكل واضح، علما بأنه خاض مع منتخب السيدات مباراتين وديتين أمام بنغلادش وإندونيسيا قبل التصفيات وانتهت الأولى بالتعادل 2-2 والثانية 1-1.

وبالعودة لمجريات اللقاء، فقد تسببت التبديلات أيضا في ترك مساحات بدفاع المنتخب الوطني وتخفيف الضغط على المنتخب الإيراني، من خلال سحب الظهير الأيمن العنود غازي، والظهير الأيسر نور زوقش خلال مجريات الشوط الثاني، وعودة الجناح روزبهان فريج للدفاع، ما تسبب في غياب خطورتها وسرعتها على مرمى إيران في وقت احتاج المنتخب لزيادة الفاعلية الهجومية.

ولم يكشف الاتحاد عن مدة عقد المدرب ناشيمنتو مع منتخب السيدات عند نشر إعلان التعاقد معه، مع احتمالية عدم استمراره في المرحلة المقبلة نظرا لإخفاقه في تحقيق المهمة المطلوبة منه في الوقت الحالي، ما يدفع أصحاب القرار للتفكير بالاستغناء عنه مجددا والبحث عن بديل.

ويتواجد منتخب السيدات حاليا بالمركز 75 عالميا وهو التصنيف الأسوأ له منذ تشكيل المنتخب الوطني بداية القرن الحالي، علما بأنه كان المنتخب الأكثر فقدانا للنقاط بالتصنيف الدولي الأخير من بين جميع منتخبات العالم بخسارته 23.29 نقطة، وخلال فترة توالي ناشيمنتو المنتخب في فترته الأولى، ظفر معه ببطولتي غرب آسيا وكأس العرب، والبطولتان غير رسميتين ولا تدخل نتائجها في تصنيف "فيفا"، ولا تأخذها المنتخبات المشاركة بها على محمل الجدية، بل تعد بعضها بأنها محطة إعدادية جيدة لمنافسات رسمية مقبلة.

ومن جهة أخرى، غاب التركيز عن غالبية لاعبات المنتخب الوطني منذ بداية اللقاء وحتى النهاية، حيث لم تتعامل أي لاعبة مع الكرة بشكل سليم في الوصول لمرمى إيران، باستثناء محاولات بسيطة على مدار شوطي اللقاء، لم تؤثر على النتيجة بشكل عام، فيما افتقدت المدرب للحلول المميزة من دكة البدلاء القادرة على تحقيق المطلوب.

وعلى الرغم من تسجيل الهدافة التاريخية لمنتخب السيدات ميساء جبارة 5 أهداف في المباريات الأولى بالتصفيات الحالية، إلا أنها عجزت عن هز شباك منتخب إيران رغم محاولتها لأكثر من مرة، وسط غياب المساندة من بقية اللاعبات لها في الهجوم، مع احتمالية بأن تكون هذه محطتها الأخيرة مع "النشميات"، إلى جانب عدد من اللاعبات اللواتي تقدمن في العمر.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير