في غضون ذلك، وعلى اثر الأجواء المتوترة هذه الأيام.. "ترى في الجو غيم".. امتثل "عقيل" لنصيحة كوكبة من "رفاق السوء" ومن ضمنهم: "اللغم" و"الشصي" و"ابوريحه"، وقرر ان يعتزل الكونياك "سريع الاشتعال" والأزقة اللعينة، في هذه المرحلة الحرجة من عمر الوطن، والبحث عن "مشرحة" جديدة على قاعدة "لا تنام بين القبور.. ولا تحلم احلام مزعجة"..!
وعليه.. وكل "عقيل" أمره لله، وتسلل خلسة الى المجتمع "شبه المخملي" في "الكت كات"، وتخندق على طاولة على "الزاوية"، ونهر الجرسون بأدب جم: اول شيء حط لينا "محمد عبده".. وجيب في طريقك "ابريق الشاي" مع "كاساته".. ولا تنسى "المتبل" و"البقدونسية" والخيار المقشور واذا في حواليك طقشة جميد.. ولا تنسى "البابا غنوج".. و"ألو بابا"..!
.. وابتدأ المشوار.. على صوت رائعة "اذا صفا لك زمانك عل ياظامي.. اشرب قبل لا يحوس الطين صافيها".. ولع الدوري.. "عقيل" تجلى في تلك الأمسية العمانية، التي لم يتخللها اطلاق أعيرة نارية.. ولا قتلى.. كلها اصابات "طشي" في "طشي".. فأطلق عقيل خياله ليحلق في جلسة "تحضير أرواح" و"قصف ذهني" من واقع الحال.. و"تنشد عن الحال"..!
من دون مقدمات.. وأمام هذه الأجواء.. قال "عقيل" في قرارة نفسه: بما أنه طابق وانفتح، لماذا لا نقحم الخمور في موروثاتنا الغنائية.. فما المانع أن تخضع روائع سميرة توفيق وغيرهم من كبار المطربين والمطربات.. الأحياء والأموات، لتحديثات تتناسب مع الواقع "الثمل".. فيصبح الغناء القشيب: "بيرتنا" الأردنية".. و "يمه طل وحياني ولوح لي بـ "الربعية".. وعودت عيني على رؤياك.. وان مر يوم من غير "كونياك" ما ينحسبش من عمري!.. و"جرب طعم البيرة".. ويا حب.. جرحت العيون.. يكفي.. يكفي من "البيرة".. وقس على ذلك..!
مجمل القول : رحم الله شاعر الاردن عندما قال لمن مارس الجحود بحقه، في قصيدته الثائرة "بقايا الحان واشجان":
سيمت بلادي ضروب الخسف.. وانتهكت حظائري واستباح الذئب قطعاني. وراض قومي على الإذعان رائضهم، على احتمال الأذى من كل إنسان فاستمرأوا الضيم ، واستخذى سراتهم فهاكهم ، يا أخي عبدان عبدان وإن تكن منصفا فاعذر إذا وقعت عيناك فينا على مليون سكران!.. وصباح الخير يا عمان.. يا حنه على حنا.. وان تبدلت الأيام حنا ما تبدلنا.. قديمك قديمك لو جديدك أغناك.. لابد من الأزقة اللعينة.. وان طال السفر.. !
عذرا "عرار"..لأن "البيره" طلبت اهلها!.. هكذا قال عقيل..!