النسخة الكاملة

حراك سياسي نشط .. دمج أحزاب وفك وتركيب وخارطة جديدة - تفاصيل

الأحد-2025-06-29 10:46 am
جفرا نيوز -
تتحرك الأحزاب السياسية الأردنية على رقعة السياسة بإيقاع متسارع، بحثا عن التكتل بدل التشتت، وعن القوة في الاندماج بدل الضعف في التفرّد.

فخلف الكواليس، تجري مشاورات وتحالفات وتفاهمات تعيد رسم الخارطة الحزبية في المملكة، في محاولة واضحة لإعادة التموضع قبل دخول استحقاقات سياسية قادمة قد تحمل تحولات كبيرة في بنية الحياة السياسية.

الاندماجات الحزبية لم تعد مجرد خيار تنظيمي، بل باتت ضرورة وجودية للبقاء والمنافسة في ظل متطلبات قانونية صارمة ومشهد سياسي يتطلب كيانات قوية، ذات قاعدة جماهيرية وبرامج واقعية.

وتتجه عدد من الأحزاب السياسية، خاصة حديثة التأسيس أو تلك التي تعاني من ضعف القواعد التنظيمية، نحو بناء تحالفات واندماجات استراتيجية، سعياً لتوحيد الجهود والموارد، ومجاراة المتطلبات القانونية والتنظيمية الجديدة، التي تشترط الحد الأدنى من العضوية الجغرافية والتمثيل النسائي والشبابي، ما حفّز على تكوين كيانات حزبية أكثر قوة وتأثيرا.

في هذا السياق، يبرز "حزب الاتحاد الوطني" في هذه التحركات، حيث تشير المعلومات إلى أن مفاوضات متقدمة تجري بينه وبين عدد من الأحزاب الأخرى تمهيدا لإعلان اندماجات رسمية خلال الفترة المقبلة، كما تُجري أحزاب مثل "إرادة" و"تقدّم" مشاورات مكثفة لوضع اللمسات الأخيرة على تحالف سياسي قد يغيّر في تركيبة التكتلات الحالية، وكشفت مصادر، أن أحزاب أخرى قد تندمج وتدخل في سباق الحراك الحزبي النشط.

وبحسب مراقبين، فإن هذه الحراكات تُشير إلى نضج تدريجي في العمل الحزبي الأردني، ووعي بأهمية الانتقال من التشتت إلى التجميع، ومن العمل الفردي إلى العمل المؤسسي. كما أنها تعكس استجابة مباشرة للمناخ السياسي الجديد الذي أوجدته الإرادة السياسية في البلاد لتفعيل دور الأحزاب في الحياة العامة، وخاصة في البرلمان.

دوافع الاندماج والتحديات

تتعدد دوافع الاندماجات بين الأحزاب، ومن أبرزها: تجاوز العقبات المالية والقانونية، بناء قواعد جماهيرية أوسع، تقديم برامج موحدة أكثر إقناعا للناخب، إلى جانب السعي للحصول على تمويل حزبي أكثر استدامة.

لكن بالمقابل، تواجه هذه العملية تحديات تنظيمية وفكرية، لا سيما حين يتعلق الأمر بتوفيق الأيديولوجيات المختلفة، وتوزيع المواقع القيادية داخل الحزب الجديد، إضافة إلى مخاوف من ذوبان الهويات السياسية للأحزاب الأصغر.

يرى محللون أن استمرار هذا الحراك سيدفع باتجاه مشهد حزبي أكثر نضجا وتماسكا، خاصة إذا ما اقترن ذلك بتفعيل الحياة البرلمانية وتوسيع مساحة العمل السياسي داخل الجامعات والنقابات والمجتمع المدني.

ويُتوقع أن تسهم هذه الاندماجات في ظهور تكتلات حزبية أكبر قادرة على المنافسة الفاعلة في الانتخابات المقبلة، وتقديم بدائل سياسية جدية تسهم في صناعة القرار الوطني.

والسؤال المطروح.. فهل سيكون ما نشهده اليوم مجرد بداية؟ وهل تحمل الأيام المقبلة المزيد من الاندماجات التي قد تُعيد تشكيل المشهد الحزبي الأردني من جذوره؟

الرأي - راشد الرواشدة 

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير