الحلم الذي تحقق

الكاتب :سمير عمر /العتوم 

    بداية ارفع لمقام مولاي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين والشعب الاردني العظيم اسمى ايات التهنئة والتبريك بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك  وعيد الجلوس الملكي، كما ابارك لمنتخبنا الوطني - منتخب النشامى البطل- هذا الانجاز العظيم الذي حققه بالتأهل لكأس العالم، والذي نرفع له القبعات اجلالا واحتراما فقد جعل اسم الاردن عاليا ورفع رايته بين الامم.

    هذا المنتخب وهذه الثلّة العزيزة على قلوبنا من ابناء وطننا الحبيب، الذين عملوا بجد واجتهاد حتى تمكنوا من فرض انفسهم عنوة على الساحتين العربية والدولية، واثبتوا بشكل لا يقبل الشك بأنهم منتخب عظيم ومهمّ، وندّ قويّ لا يمكن هزيمته بسهولة . 

    إلا انه ومن خلال رصدي لردود الافعال والتعليقات التي ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي وجدت بأن بعض التعليقات اقل ما يمكن ان نصف اصحابها بالحاقدين او العابثين ، فقد حاولوا من خلال تعليقاتهم ان يبثوا سمومهم ليفسدوا على الاردنيين هذه الفرحة وهذا الانجاز . 

     ولكي لا أُفهم خطأً فأنا لا اقصد هنا إخواننا العراقيين ، ولا ايّ مشجع لأي منتخب كان، فلكل منّا الحق بان يشجع فريقه ويدافع عن منتخب بلاده بما يراه مناسبا وبشتى الطرق الممكنة. 

    ولكن من اعنيهم هم القلة القليلة الذين ذهبوا بتعليقاتهم بعيدا، ليسيسوها بشكل مسيء، ويزاودوا على موقف الاردن، وجعلوا من انفسهم أوصياء على القضية وهم لا يمتّون لها بصله ، فقط لارضاء اجندات هم يعرفونها جيدا. 

    فقد اتهموا الاردنيين بانهم تناسوا وتجاهلوا  ما يحدث في قطاع غزة من قتل ودمار ، واتجهوا نحو الملاعب والرياضة. وراحوا يركضون خلف كرة لا تقدم ولا تؤخر. 

   ولهم اقول : نحن  يا سادة لم نتجاهل يوما ما يحدث لأهلنا في قطاع غزة وانتم تعلمون ذلك، اما بالنسبة للرياضة فمن باب التذكير فقط بانه ليس الاردن وحده من شارك بتلك البطولة وركض خلف  الكرة، فكل الدول العربية والاسلامية- ومن بينها دول محسوبة على القضية - شاركت بنفس تلك البطولة، وركضت خلف نفس تلك الكرة، وان المنتخب الفلسطيني الشقيق - والذي هو المعني الرئيس بالقضية- شارك أيضا بنفس تلك البطولة وركض خلف نفس تلك الكرة، وكنتم انتم بالأمس تهتفون له وتشجعونه . 

     اما بالنسبة لدور الاردن تجاه القضية الفلسطينية والقطاع،  فان الاردن وعلى مرّ الزمن لم يألو جهدا وقام بدوره على اكمل وجه وزيادة وتحمل ما لم تتحمله اي دولة اخرى، وهذا ما جعلني اتسائل : هل الاردن هو البلد الوحيد المعني بالحرب على قطاع غزة.... ؟؟. 

     ومن هنا اقول : بأنه على جميع الدول العربية ان تقوم بدورها وتتحمل مسؤوليتها، وان تشعر ولو بجزء بسيط  مما تحمله الاردن من تبعات تلك الحرب، مع العلم بان هناك دول عربية لديها  جيوش تعدّ من اقوى جيوش العالم، ودول عربية اخرى تمتلك اقتصادات قوية جدا تمكنها بأن يكون باع طويل وموقف مؤثر. 

     فلماذا كل هذا التجييش والتشهير  والهجوم اللّا مبرر على هذا البلد، الذي ما ادخر جهدا تجاه القضية والقطاع، وكان على الدوام حضنا دافئا وملجا لكل العرب.

اللهم احفظ هذا البلد آمنا مطمئنا يا رب العالمين