كمواطن أردني مقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ ما يقارب التسع سنوات، أجد نفسي مدفوعًا بواجب الامتنان والمسؤولية لكتابة هذه الكلمات في حق أحد أبناء الوطن البررة، سعادة القنصل العام الأردني في دبي، السيد عاصم عبابنة، الذي شرفت بمراجعتي للقنصلية الأردنية في دبي مرات عديدة خلال السنوات الأربع الماضية، وشهدت خلالها عن قرب مستوىً مميزًا وفريدًا من الأداء المهني والإنساني.
ما يلفت النظر لدى سعادة القنصل عبابنة، والذي لا يمكن أن يمر دون تقدير، هو حضوره الدائم والميداني في صميم العمل القنصلي، حيث لم يكتفِ يوماً بإدارة المهام من مكتبه، بل كان حاضرًا بنفسه عند شبابيك خدمة الجمهور، يتابع الطلبات، يستمع للمواطنين، ويوجّه الموظفين بحكمة وهدوء، وكأنه يحمل همّ كل مراجعٍ على كتفيه. كان مشهد وجوده بين الناس، متفاعلاً ومتفهمًا، يعطي رسالة واضحة بأن الوظيفة الدبلوماسية ليست مجرد لقب أو مكتب مغلق، بل التزام عملي وأخلاقي تجاه الوطن والمواطنين.
إن هذا المقال ليس في سياق التقدير الرسمي، ولا يهدف للحصول على أي مصلحة شخصية، وإنما هو تعبير صادق عن تجربة مباشرة، وشهادة حقّ في رجلٍ يستحق كل الاحترام لما لمسته فيه من جدية، وتواضع، وإخلاص في أداء مهامه.
في زمن نحتاج فيه إلى القدوات الحقيقية، يُسجَّل لسعادة القنصل عاصم عبابنة أنه كان نموذجًا للدبلوماسي الخدوم، المتواضع، القريب من الناس، والذي ارتقى بأداء القنصلية الأردنية في دبي إلى مستوى يجعل كل أردني يشعر بالفخر والانتماء الحقيقي.
شكرًا سعادة القنصل، ووفقكم الله في أداء مهامكم، فقد تركتم أثرًا طيبًا لا يُنسى.
وذلك كله في ظل قيادة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، الذي نستلهم منه معاني الإخلاص والتفاني في خدمة الوطن والمواطن.