النسخة الكاملة

في حضرة الرموز: الجلوس، الثورة، والجيش… مثلث المجد الذي لا ينهار

الإثنين-2025-06-09 06:35 pm
جفرا نيوز -
الدكتور عادل محمد الوهادنة

ليست تواريخ تمضي، بل إشارات ضوءٍ تستمر في الاشتعال.
في عيد الجلوس، لا نحتفي بمقعدٍ على العرش، بل نستذكر عهداً ما انفكّ يُجدد ولاءه للأرض وللإنسان. هو وعدٌ بالثبات، وبيعةٌ تتجاوز اللحظة إلى المصير. هو التقاء التاج بالتراب، والحكم بالحكمة، والقيادة بالقرب من القلب لا بالبعد عن الشعب.

أما الثورة، فهي ليست ماضياً محفوظاً بين دفّتي التاريخ، بل بداية لا تزال تُلهم الحاضر. هي صوت الخيول حين قررت أن تصهل في وجه العتمة، وصرخة الرمال حين نفضت عنها الصمت. هي القصيدة الأولى في دفتر الحرية، والنار الأولى في موقد العروبة. الثورة ليست حدثًا، بل معنى، وليست سطرًا، بل روحٌ تسري في وجدان أمةٍ قررت أن لا تركع.

ومن رحم تلك الثورة، خرج الجيش العربي، لا كقوةٍ تحمل السلاح فقط، بل كفكرةٍ تصون الرسالة. هو الامتداد الطبيعي لفرسان الثورة، وهو الحارس الصامت لتلك البيعة الهاشمية، لا يحيد عن القسم، ولا يساوم على تراب. في كل وقفةٍ له معنى، وفي كل استبسالٍ له صدى يتردد في صدور الأجيال.

إلى من لا تُهدى إليهم الأعياد… بل تُهدى الأعياد بهم.
إلى من يقفون حيث يتراجع الكثيرون،
إلى من حفروا أسماءهم في ذاكرة الوطن لا بالضجيج… بل بالصمت الذي يُرهب.
إلى الساهرين على تخوم المجد، المتوشحين تراب الأرض وسموّ المعنى.

أنتم إسماعيل في التسليم، وإبراهيم في اليقين،
أنتم الكبرياء حين يرتفع فوق الثرى، لا يطلب الأضواء… بل يُنيرها،
أنتم من إذا سُئل الوطن: من يحرس دقاته حين يضطرب الزمن؟
أشار إلى مواقعكم… وقال: هنا يقف الرجال.

عيدكم صمت الجبال،
وشرف لا يُنادى به… لأنه نُقش في الوجدان،
وعزّ لا يُقال… لأنه يُرى في أعين الأمهات،
ويُروى في دعاء الأرض لأبنائها.

وحين يلتقي الجلوس بالثورة، ويقف بينهما الجيش العربي شاهداً لا يغيب، تُفتح للذاكرة بوابات الهيبة؛
في أحدهم قامت شرعية الانتماء،
وفي الآخر تأسس نَفَس النهضة،
وفي الثالث ضُمنت الحماية والبقاء.

فيهم جميعًا… لا يُرفع علم، بل تُزرع هوية.
ولا يُشاد قصر، بل يُبنى وطن.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير