النسخة الكاملة

الأردنيون خلف “النشامى” والأنظار تتجه صوب تحقيق الحلم

الخميس-2025-06-05 03:50 pm
جفرا نيوز -
تعد الرياضة إحدى أهم الوسائل الاجتماعية والثقافية التي تسهم في تشكيل هوية الشعوب وتعزيز القيم الوطنية، حيث تجمع الأفراد حول أهداف مشتركة، وتنمي فيهم روح التعاون والمواطنة، وتعزز من ولائهم للوطن وقيادته. 

وفي الأردن، تعد الرياضة جزءا مهما من النسيج الاجتماعي، وتلعب الرياضة دورا بارزا في غرس مشاعر الفخر والانتماء الوطني لدى مختلف شرائح المجتمع، بدءا من المدارس والمؤسسات التعليمية، مرورا بالمنتخبات الوطنية، وصولا إلى النجاحات العالمية التي حققها الرياضيون الأردنيون في الألعاب الفردية والجماعية.

الانتماء الوطني يمثل الشعور الذي يربط الإنسان بوطنه، ويظهر ذلك من خلال الولاء للوطن والدفاع عنه والمساهمة في رفعته وتقدمه، ويعد تعزيز هذا الانتماء من المهام الرئيسية التي تتولاها المؤسسات التربوية والإعلامية.

وتلعب الرياضة دورا فعالا في بناء هذا الشعور الداخلي، عبر إثارة المشاعر الوطنية من خلال الإنجاز الرياضي وغرس قيم التعاون والانضباط واحترام الآخرين، فضلا عن تقوية الشعور بالهوية الوطنية والارتباط بالرموز الوطنية، كالعلم والنشيد الوطني.

وتجسد الإنجازات الرياضية، أبهى ملامح دور الرياضة في تعزيز الانتماء الوطني باعتباره مصدر فخر وطنيا، ولا ننسى كيف أصبح فوز البطل الأردني أحمد أبو غوش بالميدالية الذهبية في رياضة التايكواندو في أولمبياد ريو 2016 - كأول ميدالية أولمبية تتحقق في تاريخ الأردن - مصدر اعتزاز وطنيا جمع الأردنيين كافة على اختلاف أعمارهم ومناطقهم.

وتمثل المنتخبات الأردنية، خاصة في لعبتي كرة القدم وكرة السلة، رمزا للوحدة الوطنية، وخلال البطولات الكبرى، مثل كأس آسيا أو التصفيات المونديالية، تتوحد مشاعر المواطنين خلف "النشامى"، وتتزين الشوارع بالأعلام الأردنية، وتسمع الهتافات الوطنية في كل مكان، حيث إن الالتفاف الشعبي حول المنتخب بات يجسد الانتماء في أبهى صوره ومعانيه.

كما تسهم المدارس الأردنية في تعزيز الانتماء الوطني عبر التربية الرياضية، فلا يقتصر دور حصة الرياضة على النشاط البدني فقط، بل يتجاوزه إلى ترسيخ مفاهيم الانضباط، العمل الجماعي، احترام القواعد والانتماء لفريق المدرسة أو المنطقة. كما تنظم وزارة التربية والتعليم بطولات وطنية تعزز الروح التنافسية والشعور بالتمثيل الوطني بين الطلاب، التي يمتد أثرها لاحقا على الجوانب كافة.

ويحظى القطاع الرياضي في الأردن باهتمام ورعاية خاصة من جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله؛ حيث يظهران دعمهما المستمر للرياضيين ويشجعان على تطوير البنية التحتية الرياضية، كما تقوم اللجنة الأولمبية الأردنية بدور ريادي في تأهيل الكوادر الرياضية وتمثيل الأردن في المحافل الدولية، وكل هذا من شأنه أن يعزز من مكانة الرياضة كمشروع وطني.

في الملاعب والصالات الرياضية، لا مكان للفروق الطبقية أو العرقية أو الجغرافية، حيث الجميع يلعبون ضمن فريق واحد سعيا لتحقيق هدف واحد، هذا الشعور بالعدالة والمساواة بات يعزز من الترابط الوطني، ويرسخ مفهوم الانتماء إلى "هوية وطنية موحدة" تتجاوز كل شيء.

ويلعب الإعلام دورا كبيرا في تسليط الضوء على الإنجازات الرياضية وتحويلها إلى رموز وطنية. فالبرامج الرياضية، والنقل المباشر للمباريات، والتحليلات الإعلامية، جميعها تسهم في تغذية الشعور الوطني وتشجيع الفخر بالهوية الأردنية، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة مهمة لنشر مقاطع تشجيعية وتحفيزية تزرع الحماسة والانتماء في نفوس الشباب.

ويبرز من خلال برامج الرياضة المجتمعية، التي تنظمها مؤسسات حكومية وأهلية، إمكانية تقليل مشكلات الفراغ والبطالة والعنف لدى فئة الشباب، خصوصا أن ممارسة الرياضة تمنح الشباب هدفا، وتنمي لديهم الالتزام والانضباط، وتشعرهم بأنهم جزء من وطن له رسالة وهوية يجب الدفاع عنها وتمثيلها بكرامة.

وبات لزاما على الحكومة والمؤسسات العامة والخاصة، تعزيز دور الرياضة في خدمة الوطن، وذلك من خلال زيادة الاستثمار في البنية التحتية الرياضية في المناطق النائية، وتعزيز مشاركة المرأة في الرياضة الوطنية، وتوفير الدعم اللازم لها، ودمج قيم المواطنة والانتماء في المناهج الرياضية المدرسية، وتنظيم بطولات وطنية تشجع التنافس الشريف بين المحافظات والمناطق، فضلا عن الاحتفاء بالرياضيين الأردنيين وتكريمهم إعلاميا ومجتمعيا لتحفيز الشباب من أجل السير على خطاهم.

الرياضة ليست مجرد لعبة أو منافسة، بل هي أرقى أدوات بناء المجتمع وتعزيز الانتماء الوطني؛ حيث أثبتت الرياضة أنها لغة مشتركة تجمع الأردنيين في لحظات الانتصار والفخر، وتربطهم بهوية واحدة. ومن خلال دعم الدولة والشعب والمؤسسات التعليمية، يمكن للرياضة أن تبقى منارة وطنية تزرع في قلوب الشباب حب الأردن، وتدفعهم إلى تمثيله بأفضل صورة في كل المحافل.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير