الفيصلي الأقرب.. الروح تعود للبطولات العربية

أكد مصدر مطلع في الاتحاد العربي لكرة القدم أن الاتحاد سيعمل على إقامة البطولة العربية للأندية بشكل سنوي وبصورة دائمة، وأن النية تتجه لإقامة نسخة العام الحالي في حال موافقة عدد كاف من اتحادات الكرة العربية.

يأتي ذلك في ضوء قرارات الاتحاد العربي خلال اجتماعه الذي جرى قبل أيام عن بُعد، برئاسة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وتم فيه اعتماد روزنامة المسابقات المقترحة للفترة من 2025–2029، والبالغ عددها 26 بطولة.

وأضاف المصدر أنه لم يتم اتخاذ قرار رسمي بإقامة البطولة وموعدها، بانتظار الأيام المقبلة، بعدما وافق الاتحاد العربي على برنامج روزنامة مسابقاته، وستقوم الأمانة العامة بالتواصل والتنسيق مع الاتحادات العربية الأعضاء لعرض مسابقات الموسم 2025–2026، وروزنامة مواعيد البطولات حتى 2029، لفتح باب الاستضافة من قبل الاتحادات العربية، بما يعزز مبدأ الشراكة الفعلية بين الاتحاد والاتحادات الأعضاء.

وتعقد الجمعية العمومية للاتحاد اجتماعًا أواخر شهر آب (أغسطس) المقبل، على أن تحدد الأمانة العامة للاتحاد زمان ومكان الاجتماع في وقت لاحق.

وسيكون فريق الفيصلي، صاحب المركز الثالث بدوري المحترفين، حاضرا في البطولة في حال إقامتها رسميا، حسب تعليمات اتحاد كرة القدم، التي تنص على مشاركة بطل دوري المحترفين "الحسين إربد" وبطل كأس الأردن "الوحدات" في دوري أبطال آسيا 2، فيما يشارك الفريق الحاصل على المركز الثالث في البطولات العربية.

ويعد الفيصلي من أفضل الفرق الأردنية التي شاركت في بطولات الأندية العربية عبر تاريخها، حيث حضر في المباراة النهائية في البطولة التي جرت في مصر العام 2017، وخسر أمام الترجي التونسي بنتيجة 2–3، في مباراة شهدت أخطاء تحكيمية وظلم واضح للعميد.

وينتظر أن تشهد الكرة العربية دفعة متجددة من النشاط والحيوية، مع إعلان الاتحاد العربي لكرة القدم عن عودة نشاطاته بشكل شامل ومنظم في مختلف الفئات، في خطوة طال انتظارها من قبل الأندية والمنتخبات واللاعبين والمحبين لهذه الرياضة في جميع أنحاء الوطن العربي.

وتكتسب هذه العودة أهمية بالغة، كونها تمثل استئنافًا لمسيرة تطويرية توقفت أو تباطأت بفعل ظروف سابقة، منها التحديات اللوجستية، لتعود اليوم بزخم أكبر وتخطيط أشمل يعكس رغبة حقيقية في بناء مستقبل كروي عربي مزدهر.

عودة النشاطات لا تقتصر على الجانب التنافسي فحسب، بل تشمل أيضًا الجانب التنموي والتأهيلي والتحكيمي، ما يدل على رؤية شاملة ينتهجها الاتحاد لتطوير المنظومة الكروية برمتها. 

وتأتي هذه العودة في سياق خطة بعيدة المدى تمتد حتى العام 2029، تتضمن تنظيم 26 بطولة تشمل مختلف الفئات: من بطولات الكبار إلى الشباب والناشئين، وصولًا إلى مسابقات كرة القدم النسوية، وبرامج دعم التحكيم والتدريب، وهو ما يعكس تطلعات حقيقية لتعزيز مستوى التنافس، وإيجاد بيئة عربية موحدة للنمو الكروي.

ولا يقف قرار إقامة البطولات العربية عند حد التنافس، بل يمثل وعيًا بأهمية الرياضة في ترسيخ التفاعل العربي، وتعزيز الحضور الفني للفرق العربية، وخلق فرص جديدة أمام الأجيال الصاعدة، خصوصًا مع فتح باب الاستضافة للبطولات أمام جميع الدول الأعضاء، ما يضمن تنوعًا جغرافيًا وتفاعلًا شاملًا.

ويعد الاجتماع الأخير بمثابة انطلاقة جديدة تحمل الكثير من الأمل والتفاؤل، ليس فقط من حيث إعادة تفعيل البطولات، بل من ناحية الالتزام المؤسسي والتخطيط طويل الأمد، بما يضمن استمرارية العمل وتكامل الجهود نحو بناء واقع كروي عربي مشرق. الاتحاد العربي لكرة القدم اليوم لا يعود إلى المشهد فحسب، بل يعود برؤية واضحة، وخطة مدروسة، ورغبة صادقة في أن تكون الكرة العربية في موقعها الذي تستحقه.